تشرق الشمس على ابتسامات البحر الهادئة، صيف يبحث عن نسمة هواء، ولاشيء غير صوت الموج، موسيقى الصباح الجميل .. البحر وحده قادر أن يحول الصباحات إلى أمل جديد وانشراح لرؤية الماء، الحياة ماء وضوء ونسمة، وعندما تحضر هذه معاً مع زغاريد الطيور، فإن يومك ومساءك بالتأكيد سوف يكون مغايراً لأمسك المنصرم، تباشير الحياة الجديدة هي غسل نفسك بالصباح والبحر، إنها أجمل شيء يمكن أن يفرح القلب ويُسعد الناس، لا تجديد في يومك ولا هزيمة لضجرك وأحلام الأمس المزعجة غير أن تترك مكانك إلى الفضاء الواسع ورؤية الماء وأمواجه المبتسمة، وإن جاء الماء مع الحقول أو الغابات أو شواطئ بيضاء ضاحكة، فإن هزيمة الرتابة والملل محققة لا شك في ذاك، ليس السفر البعيد وحده الذي يخلق الشيء الجديد ويبعث الفرح، ولكن حتى الاختيارات الصغيرة المفرحة والمتجددة يمكن أن تكون بوابة للفرح والمرح، وفي الإمارات الكثير من المواقع والأماكن والبيئات الجميلة التي يمكن أن تبعث على التجديد، ولعل هذا البحر الأزرق الجميل الذي تلف أذرعه كل الإمارات، هو مساحة الجمال الدائم، فقط اذهب إلى البحر واغسل نعاس الأمس، سوف يأتيك الفرح مثل أسراب الأمواج المتدفقة إلى الشاطئ. لا تشرق شمس الصباح إلا وأنهض مسرعاً إلى البحر، أقطع مسافة طويلة، أخوض في الماء وأسير إلى جانب طيور البحر الصغيرة تابعاً امتداد الشاطئ الرملي، الآن أصبحت بعض الطيور المستقرة في الإمارات والبيئة مثل الغربان والحمام تأتي إلى الشاطئ، تسحب الأسماك الصغيرة النافقة وتقتات عليها وكأنها تساهم في العناية بالشاطئ وتخليصه من البقايا غير المرغوب فيها، دائماً تتجدد الحياة في الإمارات بناسها وطيورها وحياتها اليومية. الكثير من المناظر اللافتة تصاحبك على الشاطئ إن داومت على الحضور اليومي إليه، إنه مدرسة الحياة المتجددة لبشر مختلفي العادات والتصرفات التي قد تكون جديدة، ولكنها تذوب في المدينة والبحر. هذا العظيم الأزرق وجد للناس جميعاً، لا أحد يملك البحر ولا أحد يستطيع أن يضع له نظاماً خاصاً به، روح التجدد وذهاب الموج وعودته تذكر الناس أنه ملك التجديد وغاسل أدران الحياة دائماً وأبداً. استوقفتني عجوز إيطالية وباشرت بالسؤال، لماذا يقتلون القطط؟!، لماذا البلدية تحارب هذه الحيوانات الأليفة المسكينة؟! لم أستطع الجواب، وإن كنت أعرف الأسباب، ولكن لأن السؤال مفاجئ تريثت في الرد بالرفض أو القبول، سرنا سوياً حتى ميناء الصيادين، كانت الكتل الصخرية الكبيرة تمتد إلى مسافات في البحر. قالت: - هنا أربع قطط، أحضر كل صباح لمعاينتها وتقديم الطعام لها، إنها قطط جميلة ذات ألوان بديعة. أخذت تبحث عنها وسط الصخور، نادت عليها فحضرت القطط، أخذت تحادثها وكأنها تفهم لغتها. - هل أعجبكم الطعام، آه.. لماذا لم تأكلوا؟ ربما وضعته بعيداً عنكم! أشارت إليّ أن أشاهد قططها التي تسكن الميناء “هذه هي القطط المسكينة الجميلة التي تحاربها البلدية قاسية القلب”. - هل تشاهدها ما أجمل ألوانها. - نعم أشاهدها.. إنها جميلة، ولكن كم تدفعين ثمن هذه العلب التي تحضرينها كل يوم. لم تردّ، أخذت زجاجة الماء من يدي وسكبت في حفرة من الصخور الماء، وقالت لم تأكل ... لا بد أنها عطشى. رجعنا سوياً ولم يكن لها حديث إلا عن القطط وجمال البحر وابتساماته الرائعة هذا الصباح. Ibrahim_Mubarak@hotmail.com