الطريق إلى الحلم يمر من هنا، من استاد محمد بن زايد من ملعب الانتصارات، من مسرح الذكريات، من أرض الفرح، لن تكون وحيداً أيها «الأبيض»، خلفك جماهيرك الذين جاؤوا من كل مكان، وقفوا بالساعات، توافدوا من أجلك أفراداً وجماعات، في سبيل الحصول على شرف الوقوف معك، تشجيعك، دعمك ومؤازرتك، لن تمشي بمفردك، كلنا سنكون معك، سلاحنا أغلى أرض، وجماهير ومجد لا يزال فيه بقية، وهذا الطريق الذي سرنا فيه دعونا نكمله سوياً.
منتخبنا ضد قطر في نصف نهائي كأس آسيا 2019 من أجل الوصول إلى مشهد الختام، إلى نهائي الأحلام، سنقف كلنا في لحظة البداية لنردد معكم كلمات النشيد الوطني بأعلى صوت، ستهز حناجرنا أرجاء الملعب، «عيشي بلادي عاش اتحاد إماراتنا»، سنرسم لوحة إبداعية في حب الوطن، سنقوم بدورنا على أكمل وجه، والباقي عليكم، لا تلعبوا بأقدامكم، ولكن بعقولكم وقبل كل شيء بقلوبكم، تأكدوا منها وضعوها نصب أعينكم، ولا يساوركم شك أو ريب فنحن نثق بكم.
لا تتخلوا عن أحلامكم، امنحوها كل جهد ممكن، أطلقوا لها العنان، اصنعوا منها أجنحة تحلق بكم إلى حيث شئتم، نعلم أنكم وضعتم نصب أعينكم تشريف الوطن، وإسعاد هذا الشعب، لا نريد منكم هذا المساء سوى أن تكونوا لائقين باسم الإمارات، تذكروا في كل لحظة أنكم «عيال زايد»، بادلوا هذه الأرض التي لم تبخل يوماً علينا ولا عليكم حباً بحب، وعطاءً بعطاء، تذكروا الوطن، وألوان العلم، ودعاء أم، وتفاصيل حلم.
لنبدأ من حيث انتهينا في المباراة الماضية، عندما تخطينا عقبة الكنجارو» الأسترالي، وتفوقنا على حامل اللقب وأجبرناه على حزم حقائبه والعودة إلى بلاده، نريد الروح القتالية نفسها التي كانت حاضرة، نريد الإصرار والتصميم والإرادة نفسها، نريد العزيمة ذاتها التي كنتم عليها، عندها لن تكفي كل ظروف الدنيا على قهر إرادتكم، وستنصاع كرة القدم بكل تفاصيلها المجنونة، وستكون رهن إشارتكم.
اليوم هو للتاريخ وللوطن، والمواعيد الكبيرة لا تتكرر في العمر كثيراً، والفرصة سانحة ولكنها تريد من يغتنمها ومن يتمسك بها، لا تفرطوا فيها ولا تفرطوا في أحلامكم، وفي هذه اللحظات عليكم أن تؤمنوا بقدراتكم، اجعلوا منه يوماً للفرح نستذكره عاماً تلو العام، دعونا نسجل لكم موعداً مع التاريخ تتناقله الأجيال، جيلاً بعد جيل، واغزلوا من حبات العرق عقداً فريداً، نعلقه على جيد الوطن، وذكرى خالدة نسجلها بأحرف من نور على جبين الزمن، فلنرفع الأعلام، هيا إلى الأحلام.