في حضرة الشباب الواعد، والخارج من بوتقة الوعي إلى فسيح الإبداع، نجد أنفسنا في المنطقة الآمنة، وفي فصل الدرس الثقافي والقيمي، الذي تكرسه القيادة لأجل صياغة مجتمع النبوغ، وبلاغة الحلم، وانفتاح الأنا على فضاء الآخر، والذهاب إلى العالم بعقول مثل الأنهار، وقلوب مثل الأزهار، ونفوس مثل الأشجار، ووعي لا تحده الجغرافيا، ولا تصده المراحل التاريخية. نحن اليوم في عصر التنوير، وشبابنا هم المصابيح التي تضيء أحلامنا، وهم الأقلام التي تسطر تاريخنا، وهم الأجنحة التي ترفرف بعزة الوطن، وكرامته وتميزه وتفرده ووقوفه عند هامات النجوم، وملامسته، شغاف المجد المجيد. يقدم مجلس أبوظبي للشباب، القدوة والمثال والنموذج في وضع شباب الوطن في مكانهم الصحيح، في الوقت المناسب، ليتبوأوا، مكانتهم، ويأخذوا امتيازهم، ويمشوا على أديم الأرض، بخفاف ثقيلة، تسمع من به صمم، وتطرق أبواب المستقبل بثقة وثبات ونواصع الشيم، ونوابع القيم، وبنخوة الأصفياء الذين يعيشون الحياة بكاملها بقلوب مزدهرة بالحب وأرواح أشف من قطرات الندى، وأرق من زغب القطا، وأجمل من حلم البراءة. مجلس أبوظبي للشباب، مركز الدائرة التوعوية ومحيطها وقطرها، وهو نواة الأمل الذي تنطلق منه شذرات الطموح، وشعاع التطلع نحو غد زاهٍ ومزدهر بالعطاء والولاء لوطن تتدفق جداوله بالحب، لكل من يبذل جهداً، من أجل الارتقاء بالمنجز الحضاري، والسير به نحو الشأن الرفيع، والمقام الأنيق. من شرنقة هذا المجلس، ستبدو الخيوط حريرية والأهداب مشعة مثل أصابع الشمس والعيون بمقل الصفاء، والنقاء. في هذا المجلس هناك رؤية حكومية واضحة وصريحة وجلية بأنه لا وقت للتأجيل، فالوقت يداهمنا ونحن أمام رهان، فإما أن نكون أو لا نكون ولن نكون، ألا بينوع الأنامل الشبابية، التي ستنحت اسم الإمارات على اللوح المحفوظ، وتسجل في التاريخ حضارة شعب استلهم من الماضي صرامة القلوب، وصلابة الإرادة، وأخذ من نسق الأجداد ما سطروه على أرض الصحراء ليبنوا خيمة الدفء، وعريش الطلاقة، للانطلاق بتجاه المستقبل، مؤزرين، بالعزيمة، وبداهة المعنى، ونقاء السريرة. واليوم شبابنا ينهلون من هذا النهر العظيم ويستلهمون طاقاتهم من معينه الذي لا ينضب، ولا يقضب. شباب الإمارات من نسل الماضي يغرفون، ومن نهل الحاضر يخصبون، وللمستقبل يمضون، وفوح القيادة يعطرهم بعبق المثابرة الجميل.