حدَّثني صديق من الوسط الثقافي، في سؤال يشبه الاختبار أو الدعوة للاطلاع على فكرة النقد الافتراضي، ولأنه ليست لي علاقة بالنقد وأدواته، ولست مطلعاً كثيراً على فكرة تبدو لي أنها تحتاج لمختص أو مثقف، صاحب باع طويل في الاشتغال على العمل الأكاديمي والنقد، وبما أنني لست من الأخوة الأدباء الذين لهم تجارب في مجال النقد الأدبي، فقد وقفت صامتاً وراجياً هذا الصديق العزيز أن يحول سؤاله إلى أخوة أفاضل في الإمارات، لهم تجارب ناجحة وقوية في هذا المجال، ولكن أيضاً لا بأس أن نبحث معاً نحن الذين نهتم بالثقافة والقراءة والاطلاع.
حاول هذا العزيز أن يقدم لي بعض الأمثلة، عسى أن يكون لديَّ جواب، أو مشاركة في الرأي، أو وجهة نظر تخص هذا المفهوم.
قال لي: إن توجيه ونقد هذا القارئ لنص يعتبر نقداً افتراضياً، في حقيقة الأمر كان صعباً عليَّ أن أوافق على هذه الفكرة أو حتى أرفضها، ولكن إن قبلنا بها، فإنها تقدم قدحاً، وربما تعدياً على أولئك المختصين في المجال الأدبي، والذين يملكون أدوات نقدية مبنية على المعرفة والتخصص، كما أنه أمر غير عادل أن ينبري لهذه المهمة قارئ عادي، ليست لديه تجربة أدبية وثقافية، وتراكم في العمل النقدي، لنقبل هذا الطرح، كان صعباً عليه القبول بذلك.
صحيح أنه لا مانع لديّ من أن نستمع لرأي القارئ، فيما يطرح من نصوص أدبية، فقد تفيد فكرة جديدة أو رأي جديد، ربما لم ينتبه له صاحب النص، ولكن أن نسمي ذلك نقداً، وأن نوصله بكلمة افتراضي، فإن هذا الأمر يحتاج لحوارات من مختصين في المجال الأدبي والنقدي والأكاديمي ربما!.
قال لي هذا الصديق: إن أحد الكتاب المهتم بالشأن الثقافي والأدبي، قدم دراسة أو بحث أو فكرة، يسعى إلى إثباتها أو اعتمادها، في أن يكون هناك نقد افتراضي، وأن يكون من طرف القارئ أو المتابع للأعمال الأدبية عبر التواصل الاجتماعي، وقبول رأي هؤلاء المشاركين أو المساهمين في قراءة النص بأنهم نقاد افتراضيون، وأن نقبل نقدهم، هذه التجارب أو الأفكار تطرح مساحة كبيرة للحوارات والنقاش، عبر وسائل التواصل الاجتماعي، على الرغم من العيوب الكبيرة في موضوع الحوارات والآراء والأعمال التي تطرح، والتي قد تكون في بعض الأحيان تجميعاً وتوليفات من الإنترنت، بل الاستعارة وأخذ الآراء والأفكار من الآخرين، ونسبتها إلى ذلك الشخص الذي يجمع أفكاره من الشرق والغرب، ويقدمها على أنه هو صاحبها ومؤلفها!!
أما الذي لديه قدرة على العمل والإبداع، وصنع الأفكار الأدبية الحقيقية، فعليه أن يضعها على الورق، وتكون لديه القدرة أن يدافع عنها، هذا لا يعني رفض الأفكار عبر التواصل الاجتماعي، ولكن أن يكون النص مثبت لصاحبه، ويمكن نقده ومحاورته دون التغيير المستمر على النص حسب الوقت الزمني، وأن يكون اسم الكاتب واضحاً وثابتاً، النص الافتراضي فكرة ووجهة نظر في تحريك الساكن، وعلينا أن نتحاور.