بكثير من اللهفة، تنتظر جماهير الإمارات، والمقيمون عامة، والأشقاء السودانيون خاصة، «كلاسيكو السودان» الذي يجمع الهلال مع غريمه المريخ يوم الجمعة المقبل، حيث ذكريات البدايات الأولى لكرة الإمارات، ومساهمات أشقائنا في بناء دولتنا منذ الإعلان التاريخي لقيام دولة الإمارات العربية المتحدة في الثاني من ديسمبر 1971.
وللتاريخ، نذكر أن الزيارة الأولى للمغفور له بإذن الله باني دولة العز والفخر الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، كانت للسودان في 20 فبراير 1972 بعد شهر ونصف الشهر من قيام الدولة، واستقبلت الإمارات الرئيس السوداني وقتها كأول رئيس يزورها بعد قيامها وأول دولة تعترف بقيامها واستقلالها.
وقبل تلك الفترة وبعدها، كان لأشقائنا الدور الرئيس في خطط البناء والتعمير، حيث استقطبت الإمارات، كوادر سودانية في مرافقها الحيوية في البلديات، وأقسام المساحة، ودوائر الزراعة، وبعض إدارات الشرطة لبناء دولتنا العصرية التي باتت اليوم ملء السمع والبصر، وتضاهي دول العالم في كل المناحي، وأصبح الرقم واحد هدف الجميع، مواطنين ومقيمين.
وفي بعض لقاءات المغفور له الشيخ زايد مع تلك القيادات، كان يردد: «أريد أن تكون أبوظبي مثل الخرطوم في جمالها»، ما يؤكد أن السودان كان متطوراً في التخطيط العمراني والزراعي، وكان في فترات سابقة من الدول المانحة.
وكما كانت مساهمات السودانيين في المرافق المختلفة، أصبح لكرة القدم نصيب من ذلك الاهتمام، ومن أبرز القيادات السودانية في هذا المجال كمال حمزة الذي تشكل أول اتحاد لكرة القدم في دبي برئاسته عام 1968 وكان حينها مديراً لبلدية دبي، ومحمد التيجاني الذي كان مديراً لدائرة الأراضي «الطابو»، سكرتيراً عاماً لذلك الاتحاد، ومن هنا نمت العلاقة الرياضية بين الإمارات والسودان الشقيق، وساهمت الكوادر السودانية في التدريب والتحكيم، واستقطبت أنديتنا في البدايات الأولى لاعبين سودانيين مشاهير، وحرصت أنديتنا على زيارات متكررة إلى الخرطوم بغية الاستفادة الفنية والإدارية، أبرزهم نادي النصر الذي تعاقد مع أبرز نجوم الكرة السودانية في تلك الفترة، كما لعب عدد من لاعبينا في بعض الأندية السودانية خلال ابتعاثهم إليها في دورات عسكرية، وأذكر منهم كابتن النصر سالم يوشنين الذي لعب لنادي المريخ.
لقاء ننتظره بفارغ الصبر، وفرصة ثمينة للتعرف إلى نجوم الكرة السودانية عن قرب، بعد البدايات الأولى، لتكون المتعة والإثارة والذكريات الجميلة حاضرة.. فشكراً لمن سعى لتنظيم هذا اللقاء، ولمن يساهم في إنجاحه.