السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

ريتشارد باورز يكشف "عَمى" علاقتنا بالطبيعة

ريتشارد باورز يكشف "عَمى" علاقتنا بالطبيعة
23 مارس 2019 01:35

ترجمة - مدني قصري

الروائي الأميركي ريتشارد باورز، وهو أحد أشهر الكُتّاب في عصرنا، ألّف مؤخراً كتابًا جميلًا للغاية، تُمثّل الأشجارُ الموضوعات الرئيسية فيه، إلى جانب البشر. حصلت «الشجرة - العالم» على الجائزة الكبرى للأدب الأميركي.
«يحتل ريتشارد باورز Richard Powers مكانة خاصة في المشهد الأدبي الأميركي. فمنذ بداياته في عام 1985 مع «ثلاثة مزارعين يذهبون إلى حفلة الرقص»، أظهر قدرة رائعة على سرد قصص مثيرة، مع تناوله لمواضيع كثيرة قد يجدها القراء غامضة في العادة: علم الوراثة، وصناعة المستحضرات الصيدلانية، والذكاء الاصطناعي، والتصوير الفوتوغرافي، والوظائف المعرفية، والفيزياء، والموسيقى. في روايته الجديدة المثيرة للإعجاب، التي نُشرت هذا العام في الولايات المتحدة وفي فرنسا، نراه يُلغي الحدود بين الإنسان والنبات، بين الأساطير والعلوم، بين الشعر والفلسفة، ويحاول التوفيق بين الإنسان والطبيعة».
هذه هي كلمات المُحلّفين الأعضاء في سباق الجائزة الكبرى لتكريم «الشجرة العالم»، الرواية الأخيرة لـ «ريتشارد باورز»، في 12 نوفمبر الماضي. يروي الكتاب، الذي يتبنى هيكلاً شجرانياً معقداً، قصّة تسع شخصيات وجدوا أنفسهم لأسباب مختلفة في كالفورنيا، لحماية نوع ضخم من شجر الخشب الأحمر، مهدَّد بالدمار.
لـ«شجرة العالم»، وهي جدارية نباتية وإنسانية ضخمة، رواية عظيمة يضيفها المؤلف لرواياته الثلاث «الزمن الذي كنا نُغنّي فيه»، و«معضلة السجين»، و«بيت الأصداء»، صدًى غريب على آذاننا، في الوقت الذي يشعر فيه علماء المناخ، وكلهم واعون بالبيئة، بالقلق والانشغال على مستقبل هذا الكوكب. فقبل كل شيء، يسعى هذا الكتاب، مثل قصيدة غنائية، من خلال الخيال وقدرات الأدب، إلى تحقيق الوئام بين الإنسان والطبيعة.
يقول: «اكتشفت الحظيرة الوطنية» غري سموكي مونتينس»Great Smoky Mountains (جبال سموكي العظيمة) في ولاية تينيسي، خلال أبحاثي لهذا الكتاب. إنه مكان رائع، غابة أميركية تعمل بكامل طاقتها، ذات تنوع بيولوجي كبير، حيث نَعبُر فيها النظامَ البيئي لأوروبا قاطبة، في بضعة كيلومترات. لقد وقعتُ في حب هذا المكان».
في سن الـ55، يقول ريتشارد باورز، إنه اكتشف الطبيعة بالفعل. قبل ذلك، كان إنّ صح القول «أعمى»، لا يرى العالم من حوله، يقول: «لقد غيّر هذا الكتاب أشياء كثيرة في حياتي، حتى المكان الذي أعيش فيه!. لقد رحلت، والآن أعيش في منزل على حافة الحظيرة الوطنية «غري سموكي مونتينس». النظرُ إلى هذه الطبيعة، وتأمّلها، والخريف مع سقوط كل أوراقه المتنوعة الملونة، أمرٌ رائع: لم يسبق لي قط أن شعرتُ بالحياة على نحو ما أحس بها الآن».
يدرك المؤلف أن الرواية التي تكون الأشجار فيها مركز القصة هي رواية غير شائعة وغير مألوفة! يقول: «عندما كتبت كتابي، كان جميع أصدقائي يتساءلون بشأنه. لقد كانوا مندهشين للغاية. صحيح أنه نادرة هي الكتب الأدبية التي تكون الأشجارُ فيها الموضوعات، أو الشخصيات المركزية. لكنّ الأشجار رائعة وخلابة، فهي تتواصل مع بعضها البعض مع مرور الوقت، ولغتُها معقّدة للغاية. لا أخفي أنني جد حساس للأشجار المحلية في المنطقة التي أعيش فيها. هذا كتابٌ عن الأشجار، ولكنه أيضاً رواية: لا يمكننا أن نحكي قصة البشر دون أن نحكي عن «اللابشر». لكن من الصعب أن نصنع كتاباً من الأشجار فقط، فهي على سبيل المثال، لا تسافر! إنّ ما هو مؤكد هو أنه يجب علينا عدم فصلِ الإنسانية عن الطبيعة: من المهم أن نقول لأنفسنا، إنه لكي نفهم أنفسنا، يجب علينا أيضاً أن نأخذ في الاعتبار بيئتنا. تعلّمتُ كل هذا بفضل تأليف هذا الكتاب».
الكوارث الطبيعية تتكاثر في جميع أنحاء العالم، والتشابه بين رواية ريتشارد باورز، وأخبارنا حول ما يحدث من كوارث في الطبيعة واضح بدهي؛ فهو يأمل في أن يتغير نظرُ قرائه حول هذه المواضيع، يقول:
«أحداث هذا الكتاب ليست خيالية. فالآن هناك حرائق على مدار السنة. لقد ارتكبنا الخطأ المأساوي بانتخاب رئيس كان ردّه هو العودة إلى الوراء. لقد تراجعت حماية البيئة منذ انتخابه. نحن نعيش لحظة تاريخية».
يضيف: «الانفعال والتفاعل يمكن أن يفتحا العقل على الواقع. أريد من الناس أن يقولوا لأنفسهم بأنهم ينظرون إلى حاضرهم من خلال قراءة كتابي. إذا كنا نحكي قصة يتقمّصها ويتفاعل معها أشخاص بطريقة شخصية وعاطفية، عندئذ ستكون بداية الثورة».

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©