السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

أقدم شاهد قبر في مليحة.. حجر أغلى من الذهب

أقدم شاهد قبر في مليحة.. حجر أغلى من الذهب
14 ابريل 2019 02:15

محمد عبد السميع (الشارقة)

تحت حرارة الشمس، وقبل أكثر من نصف قرن، يسير أحد البدو في منطقة مليحة، بالشارقة، يرعى غنمه أو تشغله أمور الحياة، وربما يُفكر في من سبقت خطاهم على هذه الأرض، حتى يقطع تفكيره نقش على صخر، يتفحص جيداً طريقة الكتابة التي لا يعرفها، ولم يشاهدها من قبل، هو شيء يخص من خطروا على باله منذ قليل، ليجد هذا البدوي أقدم شاهد قبر يُكتشف في مليحة، وأبرز نص مكتوب بخط المسند العربي الجنوبي في الإمارات.
قصة يرويها خالد حسين، منسق عام البحوث في متحف الشارقة للآثار بالشارقة، حول أحد أبرز القطع الأثرية في المتحف، والتي تُمثل نقشاً منحوتاً على شاهد قبر من الحجر، منذ القرن الثاني قبل الميلاد.
يصف حسين، الشاهد بأنه قطعة حجرية مستطيلة من الحجر الكلسي، تكسرت أجزاء من الزاوية اليسرى لها بفعل الزمن، ونُقشت على وجه الشاهد كتابة بخط المسند من أربعة أسطر بأسلوب إحسائي، تغطي كامل وجهه مع بقاء مسافة شبه متساوية من جميع الجهات تُشكل إطاراً حول النقش.. وتظهر ترجمة الكتابة كالتالي:
ن ف س و ق ب ( ر ع ) ب ي د ( ا )
ب ن أ و (س) (د) ي ب ن ت (غ)
د ن ت ( ب ن ) ت ش م ت ك ت ب ي
ب ن ت ع ( ش ق أ ) و ( س ) ب ( ف )...
رموز غير مفهومة، تُرجمت إلى هذه الحروف، ليقرأها خبير الآثار عيسى عباس، بأنها «نفس وقبر عبيده بن أوس ذي بنت غدنت بنت تشمتكتبي سنة عشر وأربع»، ورجح أنه يعود إلى 180 قبل الميلاد بحسب التقويم الحميري المذكور آخر النص.
يرصد لنا منسق عام البحوث في متحف الشارقة للآثار بالشارقة، رحلة هذا الشاهد بعد أن أهداه البدوي الذي عثر عليه إلى الشيخ خالد بن محمد القاسمي، الذي حكم الشارقة حتى عام 1972م، ثم قام صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، من بعده بنقل الشاهد إلى المتحف البريطاني ليتم فك رموزه.
يشير خالد حسين، إلى أن شاهد القبر هذا تم عرضه على البعثة الفرنسية العاملة بالشارقة لدراسته وإبداء الرأي حوله، وظل محفوظاً في الديوان الأميري حتى تسعينيات القرن العشرين، حين أهداه صاحب السمو حاكم الشارقة إلى متحف الشارقة للآثار بعد افتتاحه.
ويختم حسين حديثه بالتأكيد على أنه لا يُعرف أين وجد هذا الشاهد على وجه التحديد في مليحة، لكن من المرجح أنه كان على سطح الأرض في مكان ما بإحدى المقابر، الموجودة بجبل مليحة والتي يعود تاريخها إلى عام 2750 ق.م على وجه التقريب، وتنفرد هذه القبور ببنية مميزة، فهي دائرية الشكل ويسورها جدار دائري منخفض يحتضن جداراً آخر، وتضم فخاريات.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©