الاحتفاء بعيد الاتحاد الثاني والخمسين لدولتنا الكريمة احتفاء بالحضارة والقيم الإنسانية، والتطلعات العلمية والفكرية، احتفاء بحلم يتجدد منذ عهدها الأول، وبمجد يبهج شموع السنوات، وبأرواح تحتضن، علم بلادنا الإمارات، يرفرف خفاقاً، متوجاً بقلادة من صولجان يشهد له التاريخ، يشهد بمعالم وطن ارتقى، بكل تجلياته المعاصرة، ينير بريقه العالم، بذكرى اثنين وخمسين عاماً، والإمارات تحفل، بملء الحياة حباً وخيراً عميماً، تتحدث أفراحها في رؤاها وأفكارها، تحصي سنوات الحصاد المبكر، وما تلا من سنوات وحقب زمنية، مرصعة بياقوت ولآلئ مكنونة، وجواهر تزين المدن، رافلة بثمرات السنوات المضيئة، مزهرة مبتهجة بخمائل الفرح.
وطن يعلو الشموخ جمالية، وكم تجلت فيه القيم والمكارم، وأنبتت الإمارات من أرض الصحراء مهد العروبة نبتاً حسناً، بفضائها الحسن، فالإمارات أشرقت في بدئها، وإذا بها بزهاء التكوين ترقى حاضرة، تحمل في حكاياتها، جوهرة النور، وتغدو في بهاء الحكمة، ملء السمع والبصر. وطن بهيج، كان هنا البدء، والأرض تنعم في الازدهار، ونمت قامة في التجلي، تؤول في بريق الابتكارات العلمية نجاحاً. فلا وطن، يزهو بالإرادة، مثل الإمارات، تحمل لواء السبق، أمام الأمم، وتجاوزت سنوات التحديات الصعاب، نداؤها السلام والمحبة، لا يغيب إرثها ولا تراثها، تفخر بما يحضر في ذاكرة الأجيال، من أصالة وماضٍ مجيد، ففي سياق توثيقي مبهر يتوهج تراثها بمهرجانات حاضرة في الذهن لا تغيب، ذات حضور سنوي في إمارات الدولة، بمشاركة العالم، وتظل تحفل بالمناسبات الشعبية المضيئة، تؤثر الوجود وتلامس الحياة، نواة لخير يتجدد ويتعدد، ترى الجمالية في تلاحم الإمارات وتكاتفها بالعالم القريب والبعيد، وفي تشكلها إبداعاً وفضاء وعلماً. 
حين تعيد عدسة التصوير إلى الماضي، ترى الإمارات من خلال الذاكرة، كم لهذا الوجود الجميل برحابة الوطن، وعزف الكلمات الجميلة وقد توشحت بقيام الدولة وابتهجت بعطاءات الله من الخيرات والأمان والود واللحمة وألفة القلوب، وكم تجددت الأحلام وكم تجسدت أمام الأعين. هذه الأفراح انعكاسات زمنية لإنجازات رآها الإنسان وقطف ثمارها، وآمن بأن القادم أجمل. لقد تم بناء الإنسان الحديث، المفعم بالحيوية، وهو الأساس، في البناء، بناء العقول، كما قال المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه.
الذكرى الثانية والخمسون تجسد الرؤية الحكيمة من قيام دولة الإمارات، وتمتد إنجازاتها بلا حصر في فضاءات المجد، وبكل عبارات المحبة وإيقونات الفرح تزخرف صورة وطن وتنسج صوره الزاهية في أنحاء المعمورة، ويفخر بفكر أبنائه وعطاءاتهم الإنسانية والعلمية والثقافية التي تخلد صورة الوطن المتألقة في الوجدان وفي كل مكان.