حضرت الأديبة شيخة الناخي في أمسية شتائية، استثنائية، مؤخراً، حضرت مثل حبات اللؤلؤ مكنونة هي في دواخل الإبداع الإماراتي، مهما نأت بنفسها بعيداً عن الساحة الثقافية، إلا أنها تركت ما يضيء الحياة الإبداعية، ما يشكل سيرتها الثقافية، فمن خمائل الدفء أريج الروض، ومن الورد الزاهي ألق دفقه لا يخبو، وضوء يلف تجربتها بالحرير، يضيء سرها الصافي، وفي ليلة استدعى حضورها، وهي تجسد معنى جميلاً في ذاكرة الإبداع، ويقظة الفكر. هي امتدادات للبدء الثقافي الحاضر في أذهاننا، وفي عقولنا، ما زال أثرها ينفرد بجمالية الكتابة القصصية الإماراتية. شاع ذكرها في البدء القصصي، ولاحت تجاربها كثيراً، وامتدت منها إلى أزمان كتبت وتماهت مع الساحة الثقافية، ومنها توقفت، تاركة بريقها ولمعانها، بما يجود ثقافياً، وبما يجول في ذاكرة تلهم بدايات الكتابة.
حضرت الناخي، ضيفة مؤسسة سلطان العويس الثقافية، هذه المؤسسة الرائدة عربياً، التي أنجزت سلسلة بعنوان «أعلام من الإمارات»، ضمت كتاباً جديداً يسلط الضوء على تجربة الأديبة شيخة الناخي، بعنوان «شيخة الناخي.. امرأة تشكل الحلم»، وبفضاء إبداعي جميل، كتبت الكتاب الأديبة صالحة غابش، وقدمه الأديب إبراهيم الهاشمي.
وقد سجلت الأديبة صالحة غابش لحظات مهمة من السيرة الذاتية للأديبة الناخي، لتصل الحضور، رواد المنتدى، بتجربة فريدة وثرية، وعالم من الكتابة والتنشئة الإبداعية التي فطرت عليها الناخي، في بيت كان نسيجه الفكري وقيمه الفريدة يشكلان تحدياً زمنياً ينقش الكتابة منذ وقت مبكر.
لم تسدل شيخة الناخي الضوء على المكون البيتي، واختلجت صورتها نحو الحلم الإبداعي الذي يسكنها، والعلم الذي يفيض بما شكلها من اهتمام والدها، الشاعر والأديب الإماراتي مبارك الناخي، امتداد الذاكرة من جيل يمتزج في رؤاه وإبداعاته، وجيل يؤسس على ما استقى من تجارب الآباء. هذا ما قالته شيخة، بأن والدها مثالها ومدرستها الإبداعية، ومن مكتبته نهلت، وارتقت في التعليم والكتابة الإبداعية.
تشكلت شيخة الناخي على إثر ما تعلمت، لتصبح رائدة من رواد الفكر والكتابة القصصية، والتعليم المدرسي، منذ منتصف السبعينيات، وهي تعكف على إصدار آخر يحاكي هذه التجربة الفريدة.
استيقظ الحلم الزمني، بما يجدد حضوره في أمسية مختلفة في حضورها، مختلفة عن الأمسيات المعتادة، فأرادت مؤسسة سلطان العويس أن تحمل على عاتقها إلهاماً ثقافياً بارزاً ونسيجاً إبداعياً حقيقياً يبحث عنه المثقف، يرمي نحو محصلته الإبداعية والتاريخية، وما جسدته فكرة الأمسية من حضور ونقاش مختلف الرؤى في التجارب الإبداعية، ومساحة من روح الحوار الثقافي يتجسد ويستمد من رواد الثقافة، وتقليد متبع في إجراء توقيع مؤلفة الكتاب الأديبة صالحة غابش.