استكمالاً لما تناولنا بالأمس حول الحالة الجوية التي شهدتها البلاد خلال الأيام القليلة الماضية، نقول إن الجميع لمس الجهود الكبيرة والاستعدادات الضخمة والجاهزية العالية لمختلف الجهات الموكل لها التعامل مع الحالة في مثل هذه الظروف المناخية.
ونحيي هنا الجهود الكبيرة للجنة الوطنية للأزمات والطوارئ وفرق الشرطة ودوريات المرور والبلديات، وكذلك المركز الوطني للأرصاد وغيرها من الجهات، والتزام الجميع ممن كانوا على قدر المسؤولية والحدث. شاهدنا آليات ومركبات ومعدات البلدية في كل منطقة شهدت تجمعاً للمياه، وكذلك فرق طوارئ الكهرباء ورجال دوريات المرور والشرطة الذين كانوا يقفون تحت الأمطار الغزيرة ووسط المياه لتنظيم حركة المرور، وكذلك إغلاق الطرق في بعض المناطق المتضررة. يقومون بواجبهم بكل احترافية وكفاءة عالية وصبر وجلد، كل ذلك من أجل راحتنا وسلامتنا.
وقد تفاعل وتجاوب معظم أفراد الجمهور مع دعوات «خلك في البيت» التي أطلقتها «الطوارئ» وكذلك الشرطة، وعدم الخروج من دون داعٍ من أجل سلامة الجميع، خاصة أن الحكومة والدوائر المحلية كانت قد أعلنت أن العمل والدراسة خلال ذلك اليوم ستكون عن بُعد، بل ومنحت كل جهة مرونة في اتخاذ القرار الذي تراه بحسب تطور الحالة الجوية.
إلا أن ما يؤسف له أننا نجد فئة أخرى غير ملتزمة، وبدلاً من التفاعل مع تلك الدعوات والتحذيرات والالتزام بالتعليمات للتخفيف من تأثيرات الحالة الجوية عليهم، سواء للتعامل مع الأمطار أو تجمعات المياه أو اشتداد الرياح والعواصف الرعدية، نجدها بكل استخفاف تعرض نفسها للخطر، بل وتقلل من دور وجهود الجهات المعنية وهم يشاهدون بأنفسهم العمل الجبار الذي يقوم به أولئك الرجال الأبطال في فرق الطوارئ.
من السهل جداً إطلاق الانتقادات والتذمر وعبارات التقليل من عمل الآخرين، من دون إدراك لقيمة ما ينعمون به من خدمات رفيعة تقدم على مدار الساعة، ولطبيعة البنية التحتية، وهو ما أسهم في الحد كثيراً من تأثيرات وتداعيات الحالة الجوية وغيرها من الظروف الاستثنائية وحالات الطوارئ التي مرت بالبلاد في مراحل معينة، ولعل أكبر درس ونجاح في ذلك كان خلال فترة انتشار جائحة «كوفيد-19».
أولئك السلبيون في مثل هذه المواقف التي أشرت إليها، يفتقرون للتحلي بالصبر حينما يتطلب الأمر ذلك، وهم يتذمرون لأبسط الأشياء كتجمع مياه عند تقاطع تم التعامل معه وسيؤخر رحلتهم بضع دقائق في يوم طلب منهم وغيرهم البقاء في البيت. شكراً لكل من تعاون لسلامته وسلامة الآخرين.