الشمس لا تخفيها غيمة الصيف ولا يمنع نورها ضباب شتاء.
هي هكذا منذ البدء وهي تسوم النفس والنفيس من أجل غايات اللقاء بين ضلع في الصدر ووريد في القلب. هي هكذا بلد تأسس على الحلم البهي والطموحات الندية. هي هكذا ترفع الرايات البيض من أجل سلام ووئام، وسجايا الطيبين ترويها بعرق البذل وأنفاس الجهود الراقية.
لا تنام أعين النبلاء ولا تغمض لهم جفون طالما أنّت ثكلى أو ناحت أرملة أو صاح رضيع يبغي الدفء  ويرتجي الطمأنينة.
فلماذا تعوي الذئاب في صحاري الخواء، لماذا تموء قطط الليل في ضلالها  وانحلالها؟ لماذا تشيخ القيم في ضمائر الجاحدين  وتتفرع أشواك الضيم في قلوب الناقمين؟ لماذا والإمارات تعطي ولا ترجو من أحد الإثابة، وتمنح ولا تنتظر الإجابة، فقط هي هكذا أعطت وأجزلت   وبذلت وأرخت ظلال الأمل لكل من ناح وباح بصوت التعب وأشاع الألم في قيلولة الناس، وفي ساعات سكونهم.
ولكننا نقول ونرفع الصوت عالياً كما هو الضمير الإماراتي، إن نخلة الإمارات لا تنحني ولا تنثني. إنها سيف المهام في الملمّات من غمده ينسل ويحل المعضلات. إنها الموجة البيضاء تمشط جدائل السواحل وتحتفي بلهجة أطفال في الأنام  ناموا ليلة ليلاء في انتظار اللجين يخفق بنور التفاؤل  ويمد للمدى شعاع الخير بلا منة ولا غمزة ولا لمزة. إنها الإمارات يا مدعٍ ويا هماز  ومشاء بنميم وعتل أثيم. إنها الإمارات في ظلال العالم  تبدو وجهاً من وجوه النور السماوي تبزغ فتهدي العالم أمل الحياة، ولأطفال العالم تقول ها أنا في المشهد،  أكون كي تكونوا وأنسل بين الجموع وردة فيحاء زاهية بالشذا والرونق البهي. ها أنا دولة في الخليج أحوك معطف موجاته وأرسم الصورة الجميلة على ضفافه، وكل القارات بين خافقي خيام أخيط سياجها من ألفة وسلام ومحبة ووئام. لا عدو لي إلا عدو الإنسانية، ولا نقيض لي إلا نقيض الأحلام الزاهية.
فليقل من يفتري ويدعي،  ستبقى مياهي صافية  وعيون أطفالي تشع ببريق الجمال والسياسة الناعمة هي منجلي وهي قلمي وسر نجاحي في الحياة.
فلا ميمون القداح ولا مسيلمة يستطيعان إخفاء شمس الإمارات بمنخل، فقط إنها الإمارات ملحمة الوجود الرائعة ألهمت الآخر كيف تكون الحقيقة ناصعة عندما لا تغشيها غاشية الهراء،  وعندما لا يغمض أهلها عيونهم عن مربط خيل الحب، بالحب وحده ساقت الإمارات ركابها وبالحب وحده وثبت خيولها نحو الأهداف السامية، ولهذا  فنحن أهل النفوس المطمئنة، نحن أهل العقول الصافية،  نحن أهل القلوب التي تتسع محيطات العالم وأنهاره وجباله وهضابه وسهوله، نحن عشاق الحياة، سياسة بلادنا قصائد عصماء،  وأهدافها روايات مجللة بنهايات خواتمها مسك  وعنبر وعطر من عرق النخيل وعبير الغافة النبيلة.
فلا نحتاج إلى شهود لمشهدنا الحضاري، ولا نحتاج إلى أصوات تمنحنا البريق، فنحن البريق، ونحن البوح الأنيق نحن الشذا ونحن الرحيق.