- «لو تصبّحت فجأة بوحدة يابانية في حوي البيت الصبح، حَزّة ريوقك، اسميك بتتخربط، وما بتعرف شو تشل، وشو تحط، وبتم تنوجس بذاك العقال الذي لا يستقر على الرأس، وأنت تتقبل تحياتها الكثيرة والمبالغ فيها، وبتخاف تعزم عليها من ريوقك، خاصة وأن بطنها لاصق في ظهرها، وأصابعها رقيقة ونظيفة تقول تحنيهن بماء».
- بصراحة ما يوترني مثل الناس الذين يسافرون بكنادير ملونة ومشخطة على هيئة بيجاما قليلة الحظ، ونصف كم، وقصيرة، المشكلة أن هؤلاء لابسي البيجامات لا ينامون في الطائرة، وليس لديهم من وظيفة في تلك الرحلة الميمونة إلا أن يجعلوا حمامات الطائرة الضيقة دوماً خرسانة، وأرضيتها مبلولة، مثل أرضية مغسلة السيارات.
- عامل محطة وقود تبدو ثقيلة عليه ساعات النهار التي لا تنقضي، ولا يجف عرقه، عيناه تستجديان شيئاً ما عند راكبي السيارات المكيفة التي يملأ خزاناتها.
- ما يضحكني مثل أن تجد ربة البيت تأخذ دروساً في «التوست ماستر»، وتنضم إلى دروس «اليوغا»، ولا تترك كتباً تتعلق بالمحافظة على تنفس السعادة، واستنشاق الإيجابية، لكنها ما إن تدخل بيتها، وتسمع حشرة عيالها، تنسى كل دروس الطاقة الإيجابية، وأفكار التأمل، ودروس «اليوغا»، ونصائح المدربة السيريلانكية، وتبدأ في الصريخ، وحرق أعصابها، ونتف شعرها، فتتيبس عظامها التي كانت لينة»!
- «ما يضحكني إلا لما يتضارب أصحاب المطاعم، وخاصة الشعبية التي تقدم الدسم وسمن الدار والطليان الصغيرة التي توسد بها ضرسك، ولا تدري بها، تقرضها قرضاً، ومحلات التخفيف والتنحيف والقضاء على الكرش في شهر، وبدون مدرب، وأدوية مستخرجة من لب النخل، وجذر الناريل، وكله طبيعي ولا يؤثر على الشعب الهوائية، ويمنع تساقط الشعر، الحرب الإعلانية بين فريق المطاعم الشعبية، وأخصائيي الفيتامينات والمكملات الغذائية، هي حرب حقيقية بين الكرش، وشفط الكرش»!
- عمال يستريحون مضطجعين على العشب، وتحت فيء شجرة حانية عليهم، وحالهم يقول: ما أجمل لحظات البساطة، ورائحة الظل، وقلوبهم تدعو لرجل نبيل بالرحمة، والسكينة، لأنه أحب الظل وزرع الشجر، واخضرّت بلاده.
- هناك أناس في الحياة مهمتهم ومهنتهم أن يكونوا صنّاع الفشل، كلمة لا.. تسبقهم، ونعم.. تظهر خجولة من أفواههم، يعرفون كيف يضعون العصيّ في العجلات، لا يفرحون بضحكة الآخر، ولا يحبذون تواجد حرّاس للنجاح يعضدون المستحق والمبدع، لو جئت أحدهم بالفرح لا يقبله، ويستبدله بالغم، لا أشك في أن لونهم المفضل ذلك الرمادي الذي يشبه الأسمنت، وأنهم لا يحبون الحلو والسكر، فوق كبودهم يربون تلك الشحمة، ومرارة الفم تجعل ألسنتهم متخشبة، هم صنّاع الفشل في كل مكان وبامتياز!