نستطيع أن نقولها بثقة وزعم أكيدين، إنها دار المسارح ونوارتها المنتظرة والقادمة، إنْ لم تكن أصبحت كذلك فعلاً، بشهادة هذه العناصر الفنية المسرحية التي تصل إليها في العام الواحد أكثر من مرة للمشاركة أو الحضور أو تقديم أعمال مسرحية أو ندوات ومحاضرات ثقافية وفنية في مجالات المسرح وفنونه كافة.
إنها الشارقة، بعد أن مضت بقوة وعزم كبيرين، ودعم أكبر في المجالات الثقافية والفنية كافة، اليوم تؤكد أنها المدينة التي شرعت أبوابها ونوافذها على «أبو الفنون» المسرح، فبالأمس انتهى نشاط المسرح الخليجي الذي حظي برعاية واهتمام ومساندة قوية من هذه الإمارة الرائدة، وقبله كان المسرح الصحراوي، وهي التجربة الفريدة والخاصة في عالم المسرح، والتي لم تجد رعاية ومساندة إلا من هذه المدينة الثقافية، بل حظيت بحضور أكبر الشخصيات، وأصبح المسرح الصحراوي واحداً من المناسبات المتوقع لها الصعود والتطور في قادم الأيام، خاصة وهذا الاهتمام يأتي من رائد الثقافة والمعرفة والمسرح والفنون في دولتنا الحبيبة، صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة.
الشارقة هي اليوم، علم شامخ في صناعة الثقافة المثمرة والمرسخة لمفهوم العمل الإبداعي الذي يفيد الناس والبلد والمجتمع، وبفضل هذا الاهتمام والرعاية، تسجل هذه المدينة اسمها وتاريخها الذي سوف تحفظه الصدور والكتب والدراسات إلى أمد بعيد.
دائماً تخرج المدن والبلاد في هذا العالم لتمتاز بخاصية تظل منارة ونجمة سابحة في الأذهان عن روعة ما أنجزت وتركت للتاريخ، وهذا ما يدعم صعود الإمارات في مجالات مختلفة اقتصادية وتجارية وعمرانية وأمنية هي حديث العالم اليوم بأن هذا البلد الجميل يرسم نموذجاً جديداً في الرعاية والاهتمام بالمجالات كافة، ومنها الثقافية والعلمية، إلى جانب الصور الحضارية والإبداعية الجديدة في عالم المدن، تماماً كما هي دبي وأبوظبي في المجال الحضاري والعمراني والعلمي الذي يأتي في أزمنة الكل ينشد فيها الصعود والتطور والاهتمام بالمجالات كافة التي تقدم البلد نموذجاً جديداً في ظل هذا التسارع، والقفز نحو التقدم والبناء، وصنع المدن الجديدة المتطورة.
وفي ظل كل هذا، تبرز المدينة المشرقة لتكمل هذا العقد الفريد، في التاريخ دائماً، يهب الله كل بلد نفراً منها يرى البعيد قريباً، ويعمل من أجل الناس والمجتمع والبلد الذي هو يرعاها ويسير أمرها وشؤونها، من هذه الرؤية والمنطلق، تعمل الشارقة وأبوظبي ودبي وسائر الإمارات من أجل رفعة ورقي هذا البلد الجميل، أما أنها الشارقة دار المسرح والفنون والثقافة، فلا جدال في أن هذا من أجمل الاجتراحات الثقافية الإماراتية.