ربما للمرة الأولى، يطغى خروج فريق من دوري أبطال آسيا، على بقية أخبار هذه البطولة الأهم للأندية في قارتنا، هذه القارة التي تعاني منذ فترة من التعامل مع اتحادها الكروي، بدءاً باختيارات أفضل اللاعبين، مروراً بمعايير الاحتراف اليابانية التي قد لا تناسب غرب القارة، إلى بطولات زادت عدد منتخباتها، بحيث وصلت إلى نصف القارة تقريباً تشارك في نهائيات أمم آسيا، «ربما لأغراض انتخابية»، وصولاً إلى لوائح وقوانين وطرق انتخابات فيها من التجمعات والتكتيكات، أكثر ما فيها من المصلحة الخالصة لكرة آسيا الحقيقية.
 هذا توصيف للواقع، وليس تحيزاً لا مع الاتحاد الآسيوي ولا ضده، ورئيسه الحالي صديق عزيز نعتز به ونتشرف، ولكن الاتحادات ليست أفراداً، بل منظومة عمل كبيرة، وتقسيمات جغرافية، ومصالح فردية وجماعية، وتكتلات قد تطغى على شخصية الرئيس. 
وأعتقد أن موضوع شطب نتائج الهلال السعودي بطل القارة، وخروجه من البطولة قبل مباراته مع شباب الأهلي، بسبب عدم قدرته على تقديم العدد الكافي من اللاعبين، هو أمر سيُسال من أجله الكثير من الحبر، بين اتهام للهلال بالخطأ والتقصير، واتهام للاتحاد الآسيوي بجمود الفكر واللوائح وعدم المرونة، وتفضيل اللوائح على الصحة والصالح العام للأندية، وعلى العدالة التي يتحدث عنها الجميع كل من منظوره وزاويته الخاصة. 
لهذا أعتقد أن الوحدة الإماراتي كان محقاً بالانسحاب، لأن وجود حالة أو اثنتين قبل المشاركة، قد يعني الوصول إلى رقم الهلال لاحقاً، والوقوع في نفس المشاكل، وحسناً فعلت الجهات الصحية المسؤولة، بعدم السماح للوحدة بالسفر، لأنها قرأت المستقبل، ولأن صحة البشر أهم من أي بطولة، مهما كانت كبيرة، حتى لو كانت كأس العالم، وليس تصفيات لدوري الأبطال في قارة. 
وسط كل هذه الزحمة الإعلامية و«الترندات» على «السوشال ميديا»، تأهل شباب الأهلي إلى دور الـ 16، بعد شطب نتائج الهلال، وبات الممثل الإماراتي الوحيد في البطولة، بعد الخروج الغريب للشارقة أمام بيريسبوليس الإيراني، وليس المستغرب الخروج، ولكن النتيجة الكبيرة التي انتهت إليها المباراة، وكنا الصراحة نتوقع التأهل، بعد الفوز الكبير على الدحيل القوي بالأربعة، والفوز الأكبر على التعاون بالستة، ولكن يبقى الشارقة فريقاً خطيراً بخط هجومه ووسطه المرعب، وأعتقد أنه سيكون منافساً قوياً على لقب دوري الخليج العربي الذي سيعود بعد أيام، وما أحلى عودته بإذن الله.