تفاعل واسع للمشاركة في تصميم المستقبل نشهده هذه الأيام، استجابة لمشروع تصميم الخمسين عاماً القادمة للإمارات الذي أطلقه مؤخراً فارس المبادرات والتميز والريادة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، ومن خلال المنصة الخاصة التي دشنها سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة. تفاعل يتواصل ويتدفق على المنصة حتى منتصف شهر نوفمبر المقبل، وفق ما أعلن عنه، حتى يمكن للمعنيين بالأمر إدراج تصورات المشاركين ومشاريعهم المقترحة في الخطة التنموية الشاملة التي ستوضع بناء عليها.
 يتوقف المرء بكل تقدير وامتنان أمام هذه المبادرات الريادية الإماراتية الشديدة الاعتزاز بإسهامات الآباء المؤسسين، وعهد الولاء والانتماء بالمضي على ذات النهج الذي يعبر عن روح أصيلة تستلهم قيم النهج المعطاء وعظمة الإسهامات الثرة، وبالأخص في جانب مهم من جوانب العلاقة بين القيادة والمواطنين، وحرصها الدائم على النهج الشوروي في كل ما يمس ويتعلق بحياة الإنسان على أرض الوطن الغالي.
نهج متفاعل ومتطور ينطلق من تلك الروح التي تميز قيادتنا وقادتنا وقلوبهم المشرعة للجميع، قبل أبواب مجالسهم العامرة للاستماع للآراء، وكل ما فيه صالح البلاد والعباد. وما هذه المنصة الجديدة سوى صورة متطورة للاستئناس بالآراء القيمة في تصميم المستقبل لأبنائهم وأحفادهم على هذه الأرض الطيبة، وفي ‬مجالات ‬متعددة كـ«‬الصحة، ‬والتعليم، ‬والتنمية ‬الاجتماعية، ‬والاقتصاد، ‬والبيئة، ‬والإسكان، ‬والسياحة، ‬وريادة ‬الأعمال، ‬والاستثمار، ‬والمهارات، ‬والقيم ‬المجتمعية، ‬والثقافة، ‬والعلاقات ‬الأسرية، ‬والرياضة، ‬والشباب، ‬والأمن ‬الغذائي، ‬والعلوم ‬والتكنولوجيا ‬المتقدمة، ‬وغيرها ‬من ‬المجالات».
 نشهد محطة من محطات استنهاض الهمم واستلهام القيم، وروح أولئك الرجال العظام الذي أسسوا الوطن وبنوا دولة لا حدود لطموحاتها، وهي تعانق الجوزاء اليوم، وكما قال سمو الشيخ منصور بن زايد عند إطلاقه المنصة: «نستلهم من الآباء المؤسسين الهمة والعزيمة وإشراك أفراد المجتمع في تصميم الإمارات التي نعيشها اليوم، تصميم المستقبل سيكون بالهمة ذاتها، وبالعزيمة ذاتها، وبالروح ذاتها. نريد أن يشارك الكبير والصغير، والمواطن والمقيم في تصميم الخمسين عاماً التالية لدولة الإمارات. نريد أن نشحذ الهمم كما شحذها الآباء المؤسسون، ونريد أن نصنع التاريخ كما صنعوه، ونريد أفضل دولة في العالم كما كان هدفهم دوماً». إنها الإمارات في تجربتها المتفردة للتنمية والبناء والاعتناء بالإنسان.