تحتفل «الاتحاد»، الصحيفة التي نتشرف بالعمل فيها والانتساب لها اليوم، بعيدها الحادي والخمسين، وما بين الانطلاقة في مثل هذا اليوم من عام 1969، وما تحقق لها اليوم، قصة تُروى للأجيال مع مسيرتها الطيبة المباركة.
«الاتحاد» لم تكن شاهداً على مسيرة الإمارات، بل كانت شريكاً ونبضاً للوطن، تنهض بمسؤولياتها في التعبير عن تطلعات أبنائه، تنطلق من جسامة الأمانة التي أحاطها بها المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وهي تواكب حلمه السامي ببناء دولة عصرية تودع سنوات الشتات والعزلة وتجمع مواطنيها تحت راية واحدة. من هنا كان حرص «الاتحاد» على الوجود، ومنذ ذلك الوقت المبكر من قيام الدولة في كل مناطق الوطن تنشر الحلم الواعد وروح المواطنة الواحدة للدولة الوليدة من أقصى السلع وحتى رؤوس جبال رأس الخيمة والفجيرة.
 كبرت «الاتحاد» مع دولة الاتحاد حاملة ذات القيم والرسالة لوطن المحبة والعطاء والتسامح، لتصبح اليوم صرحاً يشار له بالبنان، صحيفة إماراتية شامخة شموخ الإمارات، ذات رسالة إماراتية خليجية عربية إنسانية، تنتصر لقيم الحق والتسامح والسلام والتواصل الحضاري الإنساني، تتصدى لخطابات الكراهية والتطرف والعنف ومحترفي تزوير الحقائق وتلفيق الأخبار، تنطلق من ذلك الالتزام الإماراتي بمهنية عالية، وتوظف منصاتها الرقمية المتعددة لنشر وإبراز تلك القيم وإعلاء شأنها انطلاقاً من الثوابت الوطنية غير قابلة للتفريط.
«الاتحاد» تختزل في صورتها مسيرة وطن الجمال والعطاء إمارات المحبة، وهي تلج عام الاستعداد للخمسين المقبلة، بعد خمسين عاماً يانعة مثمرة من العطاء والنجاح، لتمضي نحو الخمسين الآتية بكل ثقة وتفاؤل، تعتز بما تحقق لها رصيد مهني متفرد، وقد خرّجت أجيالاً من الكوادر المواطنة، وتفخر بما تضم من هذه الكوادر التي تواصل مع الخبرات الشقيقة المسيرة المهنية المتميزة ذاتها والرسالة السامية.
رحلة عظيمة لمسيرة طيبة بدأت كحلم جميل من شقة صغيرة على شارع الشيخ راشد بن سعيد في قلب العاصمة أبوظبي ومروراً بـ«كرافانات» خشبية متناثرة حتى مقرها في المبنى الحالي لـ«أبوظبي للإعلام». ننظر للرحلة بكل فخر واعتزاز؛ لأنها جزء من مسيرة وطن، وكل من شارك فيها.
في كل عيد لـ«الاتحاد» عهد يتجدد بمواصلة النهج والمسيرة، والتزام يترسخ في خدمة الكلمة الصادقة والحقيقة، والشكر دائماً للقارئ الوفي الشريك الأول لقصة نجاح وتميز على مر العقود.