عند إحدى المحطات القديمة للتزود بالوقود التابعة لشركة أدنوك في قلب العاصمة، تجري أعمال إنشائية اقتضت إعادة تصميم مدخل ومخرج الطريق المؤدي إليها، وإذ بسائق متهور لمركبة توزيع الغاز يندفع ليدخل مسرعاً بعكس السير قاصداً المحطة، ولولا لطف الله وعدم وجود سيارة قادمة من الاتجاه الآخر لوقع ما لا تحمد عقباه.
سائق لا يفكر سوى في اختصار المسافة دون إدراك لعواقب فعلته وهو يحمل مواد خطرة باتجاه محطة للوقود، تضم كذلك نقطة لتوزيع أسطوانات الغاز وفي منطقة سكنية وتجارية حيوية.
أحيي المستوى الاحترافي لعمال محطات أدنوك للتوزيع، وقد ساعدهم في ذلك الدورات التأهيلية والتطويرية المستمرة من الشركة في ما يتعلق بالأمن والسلامة في المقام الأول، ناهيك عن أسلوب التعامل مع المتعاملين، ولكن ينبغي تعزيز دورهم بطريقة توفر لهم الدعم لردع أمثال ذلك السائق المستهتر، وأمثالُه كثيرون، خاصة أن إدارات الشرطة والدفاع المدني لديها من الإمكانيات ما يمكنها من نشر أجهزة وكاميرات ذكية في مثل هذه المواقع تتيح متابعة وملاحقة أي مخالف للوائح والاشتراطات الخاصة بالسلامة فيها، لأن البعض وللأسف لا يكترث للوحات المنتشرة في المحطات حول الالتزام بقواعد الأمن والسلامة، ويستخف بوجودها وبدعوات عمال المحطة، بل ويعتبر المخالفة من صور الثقة العالية بالنفس!.
عقليات غريبة وعجيبة لفئات من البشر تبيح لنفسها مخالفة القواعد والإرشادات المتبعة، معتقدة أنها بعيدة عن المساءلة القانونية، دون أن تدرك أنها باستخفافها واستهتارها تعرض حياتها وحياة الآخرين للخطر، وكذلك تهدد حالة السلامة في منشآت ومرافق عامة، وهي تفتقر للحد الأدنى من الوعي والإدراك بخصوصية المكان الذي توجد فيه أو تمر من خلاله عند وجود أي تغيير في مسارات الطريق.
عمال محطات أدنوك وغيرها من المحطات، يستحقون منا كل التقدير والتعاون، ونحن نلمس مدى تسابقهم لخدمتنا بكل احترافية مع ابتسامة على الوجوه في كل الأوقات وأحوال الطقس، ولعل أبسط صورة من صور التقدير والتعاون هي الالتزام بالقواعد المتبعة عند الوجود في تلك المحطات حرصاً على سلامتنا وسلامة الجميع.
الوعي أمان، ودرجة من درجات المعرفة، تقي صاحبها من مخاطر لا يدركها غير الواعي والمستبصر لها، وهي حالة تغشى الإنسان مهما كانت درجته ومرتبته، فمن دون إدراك للتبعات ووعي وتبصر للمآلات، تكون النتائج والعواقب وخيمة التبعات، وحفظ الله الجميع.