وقفة أشبه بوقفة الشامخات الجواسر على أديم الأرض، وابتسامة تتشقشق كأنها بزوغ الفجر على أجنحة الوجود، وبريق من عينين، كأنه حلم الطفولة، كأنه نصوع العفوية، كأنه وجد الزهرات على جبين الحياة.
هكذا وقف صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وهو يكرم كرماء الوطن ويمنحهم وسامة العطاء، وشامة البذل السخي، وعلامة النقاء في وطن لا ينسى من يبذلون، ولا يجافي من يعطون، ولا يشيح عن الذين يقفون إلى جانب الحقيقة الربانية.
وطن رسم صورته القائد المؤسس، طيب الله ثراه، وشيد حصنه، ورفع أوتاده، ومد سقفه، وجعله بين العالمين عقلاً محنكاً، وقلباً لدناً، ليناً، يحض على العطاء، كما يدفع إلى التضحيات من أجل أن يبقى العالم بعافية اليد، وصحة المشاعر.
واليوم تسير القيادة الرشيدة على منوال خطه زايد، وسؤال رفعه الوطن عالياً بأننا على هذه الأرض أغصان لشجرة واحدة، وأضلع لجسد واحد، ونشيد لعالم واحد، ندوزن الأوتار كي يصير الوجود قيثارة حلم لا تغضن الجبين، ولا تجعد الوجنتين.
هكذا علمنا زايد الخير، وهكذا تحذو حذو خطواته، قيادة رشيدة، فطنت منذ البدء بأن العالم لن يحصد العافية إلا بتضافر الجهود، وتكاتف الأيادي الشعبية مع اليد الرسمية ليصبح الوطن كلاً واحداً يصبو إلى المجد بقارب الآمال العريضة، ويطرق أبواب النصر بأنامل ندية، طرية بصلابة الإرادة، وقوة العزيمة، وجسارة الرأي، وجدارة الرؤية.
الإمارات اليوم تضرب أمثلة للآخر، بما تمده به من دروس في التضامن، وعبر في التعاون، ومواعظ في الانسجام ما بين القيادة والشعب، وهذا هو حلم العقل المتفتح، والقلب النابض بالحياة.
شخصيات إماراتية وقفت أمام صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد، وكأنها كانت تقف أمام النتيجة النهائية لدروس طويلة الأمد حان الآن قطاف ثمارها.
شخصيات لها الدور المثالي في التفاني، ولها الصوت الصافي في بناء قصيدة الحياة، ولها الأثر الطيب في الشراكة مع الوطن في مجال العمل الإنساني المهيب، لذلك جاء التكريم من ذوي الكرم، وجاء التتويج من يد ما مدت يوماً إلا من أجل رسم الابتسامة على وجوه تستحق الابتسامة، كل ذلك يؤكد أن إمارات الخير ساعية سعي السحابات في السماء، تمطر الأفئدة بالفرح، وتهدي بسخاء كل من قدم اليد اليمنى بحيث لا تعلم اليد اليسرى. هذه هي سجية القيادة وهذه هي جبلتها.