خلال شهر رمضان الفضيل، هناك ابتسامة ستشرق من بقعة ما من الأرض الفسيحة اسمها إمارات الخير، ومن هذه الأرض سوف تغادر الابتسامة محفوفة بالأمل بأن ترسم الصورة الجلية، على وجوه المحرومين، والإمارات تبوأت الدور الإنساني الفريد في هذا العالم، تمد اليد بيضاء من غير سوء، وتحتفي بالإنسان أينما كان، وتتبع خطاه كي تلقاه، فتقدم له ما يملأ القلب حبوراً، وسروراً، وتظل إلى جانبه لا تفارقه، ولا تغادره، بل تكون كظله تمنحه البريق، وتهديه كل ما يليق به كإنسان، يستحق العيش من دون منغصات، ولا  تأوهات، ولا زفرات، ولا شهقات، وفي هذا الشهر الكريم، تنطلق طيور الخير مرفرفة، بثراء المعنى، محلقة في سماوات الدنيا، وهي تحمل فوانيس العطاء، من أجل من عاندتهم الظروف المعيشية، ووقفت متحدية إرادتهم، في هذا الشهر كما في كل المناسبات الإنسانية تكون الإمارات حاضرة في المشهد، متدفقة بالكرم، مزدهرة بالبذل، زاهية بالحلم الجميل، مزدانة بخيال الطير والشجر، منعمة بجزيل الجمال الروحي، ثرية بحسن السيرة والسلوك، غنية بمعاني التلاحم، والانسجام مع الآخر، والتناغم مع حاجاته، ومتطلبات حياته.
في هذا الشهر وفي كل الشهور، تبدو الإمارات قمراً لا يفارق ضوءه، تبدو شمساً تجدل ضفائرها الذهبية، وتذهب إلى العالم محتفية بعرس الحياة، محتفلة بفرح الوجود، مكتسية حلة الاندماج مع الوجود، رافلة بثوب القيم الرفيعة، ناثرة قمح الوفاء إلى كل المعوزين، والذين في عيونهم تنام دمعة الحسرة.
لا تغض إماراتنا الطرف عن هذا أو ذاك، فكل بني البشر لهم في الوجدان حب الإنسان للإنسان، والتساوي كأسنان المشط في مجال التواصل مع الآخر، لأن الإمارات تعلمت الدرس القويم من الرجل الحكيم زايد الخير، طيب الله ثراه، وألهمه فسيح جناته، والقيادة الرشيدة تسير على نفس المنوال وفية للعهد، والود، ماضية في طريق السد، مبتهلة إلى العلي القدير أن يلهم العالم حكمة التعاضد، والتعاون، والحب، وبناء جسور المودة، ورفع الضيم عن المحتاج، وكبح جماح الظلم عن المظلوم، ومساندة المغبون، والسير في طريق الحياة، كتفاً بكتف، من أجل عالم يسوده السلام، والوئام، والاحترام، والانسجام، عالم يعرف بأن الحب هو الطريق إلى الفوز بالتقدم، والازدهار، فالحب وحده الذي يصنع حرير السعادة.