شاعر مجدد ومحب للشعر، غرامه الشعر في صورته المثلى حين يتجلى كقصيدة شعرية موسيقية، وبفرح يبدع عارف الخاجة، ويزهر كلما عزف على لحن قصيدة وطنية، ويمضي ينتظر المناسبات قبيل أن تحين، ليزخرفها ويبلورها بألوانه، لأنها كالمجد المشبع بالحياة، فلا تفارقه، كالحب حين يحنو على عاطفته ويرتقي بها، وبمناسبة عيد الاتحاد الخمسين تألقت كلماته التي عنونها بالمجد، وبأحلام زايد المضيئة، وبفطنة ترصد الإنجازات، عابراً بالكلمة حدود الزمن، يصافح بها الماضي المجيد، وتعانق حروفه صفات شخصية زايد العظيمة، وأعماله التاريخية والوطنية التي تمنح الشاعر الإلهام والتجلي، إنها أعمال بمثابة الفجر الذي لا ينسى، ونهر يبقى عطاؤه جارياً بالخير، ولا ينضب بعيداً.
بجماليات كلماته في عيد الاتحاد الخمسين حاز عارف الخاجة إعجاباً كبيراً، وحضرت كلماته في حب الوطن عبر مقطع صوتي نشره سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي، عبر صفحته الرسمية على تويتر، وهو تكريم من سموه لا يضاهيه تكريم، ودعم للإبداع والمبدعين تتجلى فيه شخصية سموه المتفردة بعطائها الإنساني والثقافي.
بالمعنى الجميل يضيء الشاعر عارف الخاجة القصيدة الوطنية، ولا يفارقها البتة، كقناعة ثابتة، بل ويحملهُ العمل الأخير الاستمرار في إبداع ما يتفرد به، وبما يبرز فيه إتقانه الرصين، وفي محافل وطنية ورياضية عديدة، كأوبريت دورة الخليج، وبطولة آسيا لكرة القدم بأبوظبي عام 1996، قدم الشاعر عارف الخاجة أعماله بمنتهى التميز والجودة، وعكست كلماته إبداعاً إماراتياً خليجياً خالصاً، وكانت كلماته أنشودة القارة بأكملها، ولا غرابة في ذلك، وهو رمز شعري مبدع بفيض المحب لعمله.
كلمات الخاجة تجسدت في العديد من الأغنيات، وأطربت حناجر المغنين، وأسهم فيها بغزارة المعنى الفني المنتقى والراقي، فهذه مسيرته التي لا تعرف إلا العطاء الذي يظل في الذاكرة الإبداعية والأدبية، ولا يمكن لهذه المسيرة أن تغيب، ورغم ما اكتفى به الشاعر من العطاء، إلا أنه لا يغيب إلا ليحضر ويضيء الحياة بإبداعاته الشعرية، وألحان المتميزة نايلة الخاجة كانت إضافة حقيقية، بل أيقظت العلاقة الإبداعية وسحرها، أيقظت شيئاً مفقوداً ما بين الأجيال الأدبية، وعزز هذا العمل دور المؤسسات الوطنية في دعم الأعمال الأدبية والفنية والغنائية المختلفة التي تتغنى بالوطن الخالد، وبتاريخه، وبإنجازات الوالد المؤسس، وهو ما تجلى جميلاً ومبهراً في أصالة هذا العمل المعنون بـ «أحلام زايد».