تشارك الإمارات العالم سنوياً الاحتفاء باليوم العالمي للمخدرات بتكثيف حملات التوعية وكشف المآلات المدمرة للآفة السامة، واستعراض الجهود الجبارة لرجال المكافحة في مختلف إمارات الدولة، والتركيز على دعوة الأهالي والأسر للتفاعل، باعتبارهم خط الدفاع الأول وحائط الصد والسند للأبناء لمنع وقوعهم في أفخاخ رفاق السوء ومروجي وتجار السموم.
 وزارة الداخلية والدوائر الشرطية في إمارات الدولة أطلقت سلسلة من الفعاليات بمناسبة احتفالية هذا العام والتي جاءت تحت شعار «المخدرات نهاية مؤلمة»، وبالفعل هي كذلك، ونحن نرى كيف تحول المخدرات متعاطيها ومدمنها إلى شخص يتجرد من كل وازع ديني وأخلاقي بعد أن ذهبت المخدرات بأهم وأغلى نعمة كرم بها الله الإنسان وميزه بها عن البهائم والحيوانات، نعمة العقل.
شاهدنا كيف كان إدمان وتعاطي المخدرات وراء حوادث وجرائم تقشعر لها الأبدان، ونحن نتابع قتل شباب لأقرب وأعز الناس لديهم كالوالدين، وغيرها من الجرائم، ناهيك عن تدمير وتعطيل طاقات في عمر الورد، وجعلهم مجرد هياكل عظمية وبقايا إنسان مسلوب الإرادة معزول منبوذ. مشاهد ومواقف تحمل في طياتها حجم الشراسة وقوة الاستهداف من جانب عصابات الشر والإجرام لتجار السموم المتحالفين مع المنظمات الإرهابية ودوائر الجريمة المنظمة لتدمير المجتمعات وتقويض أمنها واستقرارها بالنيل من أهم ثرواتها شبابها.
 قبل أيام، روى أحد الثقات الصدمة التي حلت بحفيدته التي لم تتجاوز الخمسة عشر ربيعاً لدى تلقيها رسالة صوتية من أحد مروجي المخدرات عارضاً خدماته عن بُعد، مشيداً بالطريقة الاحترافية العالية لرجال العيون الساهرة في «خدمة الأمين» عند تعاملهم مع مثل هذه الحالات.
 حالة تكشف حجم الاستهداف والإصرار على إغراق المجتمع من جانب عصابات الشر والإجرام لتدمير المجتمع من الداخل باستهداف المكون الأول والأهم فيه: الأسرة والشباب.
 ومهما تفننت عصابات الشر في ابتكار الطرق والوسائط والوسائل لترويج سمومهم بيننا، فإن يقظة رجال الأمن وأبطال العيون الساهرة لفرق المكافحة لهم بالمرصاد، وبتعاوننا جميعاً معهم نقطع الطريق على المجرمين الذين يجب إنزال أقصى العقوبات بحقهم وهي الإعدام، ونحمي فلذات أكبادنا ومجتمعنا وبلادنا. 
ولا تفوتنا الإشادة بالجهد الكبير لمراكز التأهيل، وفي مقدمتها «المركز الوطني للتأهيل» الذي يقدم تجربة غير مسبوقة تحمل رؤية قيادتنا الرشيدة لإنقاذ كل من انزلق نحو هاوية الإدمان واستعادته ليكون من جديد عنصراً فاعلاً في مسيرة الخير والبناء. حفظ الله الإمارات من كل شر.