تقنية الفيديو، تقنية كاميرا المرمى «عين الصقر»، تقنية الرذاذ المتلاشي «15-9»، تقنية التسلل نصف الآلية، تقنية تتبع اللاعبين، تقنية تبريد الملاعب، تقنية العشب البارد، تقنية كاميرات الجسد.. إنها صناعة التكنولوجيا في كرة القدم وفي الرياضة، لكن إلى أين تسير بنا؟
تطورت الرياضة بمساعدة التكنولوجيا، فمن الساعات التقليدية لحسم ترتيب الفائزين في مسابقات الجري والسباحة والفروسية، إلى «الفوتوفينيش»، والقياس الإلكتروني والتصوير بالكاميرات، ففي أحيان يحتاج الحكام في السباحة إلى اللجوء لكاميرات تحت الماء لتحديد البطل في سباق المائة متر حرة أو فراشة.
في كأس العالم القادمة سيعيش جمهور البطولة تقنية تبريد الملاعب، وستكون هناك تقنية العشب البارد، كي تتراوح درجة حرارة نجيل الملعب بين 29 و30 درجة مئوية، بغض النظر عن درجة الحرارة الخارجية، والتي ستكون معتدلة، حسب ما أعلم في شهرى نوفمبر وديسمبر.
في برلين جرت تجربة تقنية جديدة، في مباراة ودية بين فريقي كولون الألماني وميلان الإيطالي، وهي تقنية كاميرات الجسد، حيث تعلق كاميرات على أجساد اللاعبين أثناء المباريات، بينما يستخدم بعض اللاعبين الآخرين تقنية التتبع المثبتة في أحذيتهم. 
وما زالت تقنية كاميرات الجسد قيد التجربة، لأنها لم تقدم للجمهور ما توقعه أصحاب هذا الابتكار، فقد جاءت الصورة مشوشة، وغير واضحة، لكنها من المؤكد سوف تتطور إلى الأفضل، وتباع إلى هيئات وشركات واتحادات رياضية شأن كل التقنيات التي غزت ملاعب الرياضة.
في عام 2014 تابعت قصة الرذاذ المتلاشي، وهي تلك المادة التي تصنع الخط الأبيض الذي يحدد به الحكم موضع وقوف الحائط في الضربات الحرة المباشر، وهو يتلاشى في غضون 60 ثانية، وحصل الرذاذ المتلاشي على براءة اختراع دولية عام 2000، وبدأت تجاربه في البرازيل، وبحلول عام 2014 كان تم استخدام الرذاذ المتلاشي في 18 ألف مباراة، قبل أن يستخدم في كأس العالم للناشئين وكأس العالم للكبار، وقد قلل هذا الاختراع زمن الضربة الحرة المباشرة من 48 ثانية إلى 20 ثانية.
البرازيليان بابلو سيلفا وهين ألمان رفعا قضية ضد «الفيفا» وطالبا بتعويض قدره مائة مليون دولار، بسبب انتهاك الاتحاد الدولي براءة الاختراع في مونديال روسيا 2018. ولا شك أن كل تقنية تكون مثل الدجاجة الذهبية «تبيض لأصحابها الثروة الطائلة»، لكن الوجه الآخر لتلك التكنولوجيا أنها نقلت متعة المشاهدة إلى شاشات التليفزيون والمنصات المختلفة، التي تنقل الأحداث الرياضية، فالمشاهد يرى أدق التفاصيل أمامه، وهو لا يراها بالمشاهدة الحية في الملعب، على الرغم من متعة تلك المشاهدة بما فيها من أجواء وتفاعل جماعي جميل. 
** في انتظار تقنية جديدة للبيع!