ينقضي غداً عام حافل بالمنجزات الثقافية الكبيرة التي حققتها الإمارات وراكمتها في رؤية استشراف مستقبل الثقافة وآفاقها الرحبة. فبعد التعافي السريع من جائحة «كوفيد 19»، عادت لتتعافى المناشط الثقافية بزخم كبير، وأبرزها بالطبع معارض الكتاب في أبوظبي والشارقة، تضاف إليها المجهودات والمبادرات التي أطلقتها وزارة الثقافة والشباب، وأبرزها مبادرة «أبدع» الطموحة. ولا ننسى بالطبع الصورة الثقافية الكبيرة التي قدمتها الإمارات في «إكسبو 2020 دبي»، حيث ظل ضوء هذا المعرض ساطعاً حتى نهاية الربع الأول من العام 2022. وفيما نحن نرصد حصادنا الثقافي في نهاية كل عام، لا بد أن نتوقف عند استمرارية بعض المنجزات الكبرى؛ ومنها مبادرة تحدي القراءة العربي، وعودة ندوة الثقافة والعلوم في دبي إلى نشاطها الحضوري وتنظيمها لمهرجان الملصق العالمي، وعودة جميع مهرجانات أبوظبي الثقافية والتراثية والموسيقية ومعارض الفنون التي تشكلُ مع نظيراتها في دبي والشارقة وبقية مدن الإمارات، الحالة العامة للثقافة على مستوى الدولة. وعلى المستوى العالمي، واصلت الإمارات حضورها في منصات تعزيز «القوة الناعمة» عبر العديد من المسارات، منها المشاركة في بينالي البندقية بجناحٍ متميز، ومشاركة أخرى في بينالي ليون، يضافُ إليها مشاركات فردية كثيرة على مستوى الشعر والسينما والموسيقى والمسرح، ومن وجهة نظرنا، فإن هذه المشاركات الفردية تحتاج أيضاً إلى تنسيق ودعم من المؤسسات الثقافية، وبالأخص في الشعر والسينما، حيث حصد عدد من المبدعين الإماراتيين جوائز في أكثر من مهرجان عن طريق مشاركاتهم الفردية، وتحمّلهم لتكاليف السفر والإقامة.كانت قيم التعايش والتسامح والقبول بالحوار مع الآخر، وتبني الوسطية، هي التي عززت من حضور الثقافة الإماراتية في الداخل والخارج، صرنا نعمل مع بقية شعوب العالم، وصارت شعوب العالم تعمل معنا أيضاً.
يبدو العام المقبل 2023 أكثر تفاؤلاً، ويعدُ بالمزيد من الزخم العالي في العمل الثقافي داخلياً وخارجياً. ففي العاصمة أبوظبي وحدها هناك فعاليات تمتد على مدار 180 يوماً، وتضم حفلات موسيقية لفنانين إقليميين وعالميين ومهرجانات ثقافية مفعمة بالأصالة، وعروضاً موسيقية ومسرحية وأوبرالية، وغيرها الكثير، فيما تستعد هيئة دبي للثقافة والفنون لإطلاق برنامجها الحافل بالمهرجانات الثقافية التفاعلية، ومنها مهرجان طيران الإمارات للآداب، ومعرض سكة، والفعاليات التي ستستضيفها مكتبة محمد بن راشد، أما الشارقة فهي عاصمة الثقافة العربية، وأجندتها تمتد إلى أشكال الثقافة والفنون كافة التي تشكل وتضم أصوات جميع المبدعين.