من هنا، من إكسبو، وعند ضفاف القلب، وشغاف الغيمة الشتائية، تبدأ ملامح المستقبل تخيط معطف الحياة الزاهية، ويبدأ العالم يحصد ما زرعته الرؤية الإماراتية في صناعة غد مشرق، وأيام للناس تزدهر بفضاءات كأنها الوشاح الحريري، وسماء مرصعة بالنجوم الصافية، وأحلام تعزف لحن الخلود على قيثارة زمن الإمارات، زمن البلد الذي أنجز مشروع الأبدية، واستدامة المكتسبات البشرية.
من الإمارات، تنطلق أهداف العالم وطموحاته إلى آفاق الرحابة، ونقاء مشاعر الكون، وصفاء مقلته.
من هنا، يبدأ الموال الإماراتي يغني لحياة، وما الحياة إلا أغنية تحتفل في كل صباح بالوجود، وجود الفرح على لسان الطير، ومحيا الإنسان، وبين أوراق الشجر يشكل لوحته بعبقرية الذين حولوا الصحراء إلى فرقة موسيقية تهتف للوجود، وتمنح الإنسان بهجة الشروق عند كل شروق شمس، وعند غروبها، وعند كل تنهيدة موجة، وعند شهقتها، وعند كل رفرفة جناح، وعند كل تحليقه.
من هنا، من وجد العالمين وعشقهم وشوقهم، إلى التألق والتحديق في وجنة ونحر، هنا تبدأ ملامح ميلاد جديد لعالم يرنو إلى أوطان الاستدامة، وأماكن البوح السليم، ومن دون غصون ولا شجون.
من هنا، قبلة الطامحين إلى حياة مشمولة برعاية الضمير، وحماية الروح الزكية، من هنا تتشكل اللوحة الجمالية الخالدة، ومن هنا تصاغ الجملة المعرفية لعالم يطمح أن يكون زاهياً، ومن هنا تبدأ الصورة الإعجازية تكمل هيئتها، وتذهب بالقلوب إلى حيث المسرات، وأمان المصير، واطمئنان المستقبل على أطفال سيولدون وسوف يسألون أين نحن من هذا الكم الهائل من الخيرات الطبيعية، لماذا، وكيف، ولا توقف للأسئلة، وسوف يقول المخلصون إنها في حضن طبيعة آمنة، مستقرة، نظيفة، لا تشوبها شائبة، ولا تعرقل مسيرتها عائقة.
من هنا، من أرض الصحراء التي قالت للنخلة هيا هزي بالجذع، فالقلوب شغوفة بالعناقيد، فها هي اليوم تسدل الستار على زمن، وتفتح نافذة زمن، تغدق الناس أجمعين بالخير وطيب المعشر، ها هي نخلة الإمارات، تعانق الأرض، ومشاعر الناس، بعناقيد كأنها الأذرع، وتحضن، وتحصن، وتلون الوجوه بالفرح، لأن الجداول لم تزل تستأنف عزفها، ولأن القيادة الرشيدة آمنت بأهمية أن يكون المناخ، سجادة حرير، تسير على أهدابها أنفاس الناس بطمأنينة وأمان.
من هنا، الأشياء تعبر عن نفسها بسلاسة وعفوية، وتمضي قوافل النهضة، مؤزرة بالثقة، وثبات الأفكار، من هنا، الأشياء ترتب تفاصيلها، وتنظم طوابير الطموحات بأناقة ورصانة، حتى أصبحت الإمارات اليوم، قاموس العالم في بلاغة المعطى، ونبوغ العطاء، حتى صارت الإمارات اليوم، سر أبجدية لغة القصيدة، وهي تحقق عبقرية الشعر، بنباهة العمل الوطني في مختلف مجالاته وميادينه.