ثمانية أشخاص تمّ تكريمهم أمس بأعلى وسام تمنحه أبوظبي للشخصيات الاستثنائية والمتميزة، في رسالة جديدة مفادها: أن هذه البلاد كانت وستبقى وستظلّ وفيّة لكل المساهمات المخلصة والمتميزة التي عززت تنمية ورقي ورفاه مجتمعها، وهي تعمل على تكريم أصحاب هذه المساهمات، وإبراز جهودهم حتى يكونوا قدوة لغيرهم من المواطنين والمقيمين.
وما اعتزاز بلادنا بهذه النماذج إلا عن قيم عريقة وراسخة، أسس قواعدها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الذي كان يحتفي بالمجتهدين وينظر بكثير من الإجلال لجهودهم، ليتحول هذا الاعتزاز إلى سمة إماراتية أصيلة، تتعمق اليوم في إطار مؤسسي متين.
أما الرسالة الثانية فتكمن في أن أبوظبي تقول إن لديها منارات من شأنها أن تمثل مصادر إلهام تتخطى الحدود الجغرافية لتضيء الطريق لكل الباحثين عن نماذج يحتذى بها في ميادين المبادرة، والتفكير الإبداعي، والطموح والمثابرة، وروح التحدي، وتخطي الصعاب.
أما ثالث هذه الرسائل فيتمثل في الإشارة إلى قناعة مهمّة جداً لدى كل أهل الإمارات، وهي أن لدينا قيادة واعية تبحث دائماً عن الكفاءات، وتراهن عليها، وتشد على أيديها باعتبارها النواة الصلبة للتقدم، الأمر الذي أكده صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، بقوله: «إن هذا التكريم تعبير عن تقديرنا لكل جهد يرسخ قيم الإمارات التي حرص على غرسها في نفوسنا المؤسس».
ومن نافلة القول، التأكيد بأن المجتمعات ترتقي بتضافر جهود أبنائها في المجالات المختلفة، وتعاونهم وتكاتفهم في خدمتها وتنميتها، ولعل هذا التكريم رسالة أخرى تحمل في طياتها دعوة مفتوحة للجميع بأن اقتدوا بهذه النخبة وتلك النماذج من أجل الوصول بالمجتمع الإماراتي إلى أرقى المستويات.
سيبقى الإنسان رهاننا الأول، سواء كان من أبناء الإمارات أو ممن ينتمون إلى مجتمعها، ويتشاركون معنا قيمنا ومبادئنا، ويعملون كمصدر قوة نحو البناء والتنمية.. وسنحتفي بأي جهد أو عمل يساهم في مسيرة تقدّمنا ورفعة شأننا وتبوّئنا المكانة التي نستحقها بين الأمم.
بقيت رسالة خاصة جداً، إلى الوالدة آمنة القمزي، التي تعتبر أول مُزارعة إماراتية، تحدت الصعاب، وأنتجت المحاصيل من قلب الصحراء، لتحصد لاحقاً أجيالاً من المزارعين، كان أولهم قبل قيام الاتحاد.. أقول لها: «جائزة أبوظبي» تليق بك.