حرصت الإمارات، وهي تستضيف العالم هذه الأيام في مؤتمر الأطراف COP28، على عرض تجربتها المتميزة في بناء الإنسان والأجيال، خاصة في جانب تعزيز الوعي البيئي لدى النشء، وذلك من خلال «مركز التعليم الأخضر - إرث من أرض زايد»، والذي أقامته وزارة التربية والتعليم ضمن فعاليات المؤتمر.
المركز يروي تجربة الإمارات في هذا الجانب التعليمي والتوعوي المهم، ومن خلال الاسم الذي يحمله يجسد مقدار فخرنا واعتزازنا برؤية الوالد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، رجل البيئة الأول الذي اهتم مبكراً بقضاياها ونشر المساحات الخضراء، وتنظيم الري وتنمية مصادر المياه رغم الظروف المناخية الصعبة، وصنع تجارب ومبادرات لفتت أنظار العالم والمنظمات الدولية والإقليمية، ونال منها العديد من الشهادات والأوسمة.
في ذلك المركز الذي يتقاطر عليه يومياً مئات الزوار والمشاركين في الحدث العالمي، سجل أرقاماً كبيرة، حيث تجاوز عدد زواره في أيامه الخمسة الأولى حاجز العشرة آلاف زائر، كما تشهد فعالياته تفاعلهم بما يعرض على اختلاف مشاربهم واهتماماتهم وفئاتهم العمرية.
لقد كان واضحاً من خلال المركز الجهد الكبير الذي تقوم به وزارة التربية والتعليم لتعزيز حضور التعليم المناخي في مناهجنا الوطنية، وضمن النظم التعليمية، وهي التجربة التي اجتذبت اهتمام العديد من الدول الشقيقة والصديقة. وهو ما عبَّر عنه معالي الدكتور أحمد بالهول الفلاسي، وزير التربية والتعليم: بقوله «نحن فخورون بتعاوننا البناء مع شركائنا داخل الدولة وخارجها، والذي أثمر عن نجاح (إرث من أرض زايد) في أن يؤسس لحراك عالمي يدعم دمج التعليم المناخي والاستدامة في النظم التعليمية».
نقاشات ثرية وجلسات زاخرة بالفعاليات والبرامج الغاية منها مخاطبة العقول، لا سيما الشباب، بأن حماية البيئة، والحد من تداعيات التغير المناخي مسؤولية الجميع، وتبدأ مع الإنسان من الصغر، فالأرض للجميع، وحماية مواردها من الاستنزاف واجب لمصلحة أجيال الحاضر والمستقبل. 
ركزت الفعاليات على «التعاون المشترك في مجال التعليم المناخي، وتشجيع الشباب والطلبة على تبني سلوكيات مستدامة تنعكس إيجاباً على مجتمعاتهم».
لقد كانت تلك الأنشطة والتجارب، وحتى التفاعلية والنقاشية منها في المركز بعضاً مما يحوي كتاب التجربة الإماراتية الناجحة في مجال البيئة، وجهود التصدي للتحديات التي تواجهه، ولعل تعدد الهيئات الإماراتية العاملة في مجال العمل البيئي والمناخي وتحت مظلة وزارة التغير المناخي والبيئة، ووفق الاستراتيجيات الوطنية، أنصع وأسطع برهان على ذلك الالتزام المبكر على خطى ونهج زايد المؤسس، كما أنه التزام متواصل يعكس انشغال الإمارات بما فيه الخير للجميع.