كانت مباراة برينتفورد غير عادية بالنسبة لمحمد صلاح مثلما كانت بالنسبة لليفربول.. كانت أفضل عودة لصلاح بعد غياب 8 مباريات في البريميرليج، وعلى الرغم من البداية التي لم تكن مثل نهايتها، تجاوز النجم المصري الدقائق الأولى له بتشجيع جمهور الفريق، كلما أخطأ أو فقد الكرة، ثم قدم تمريرة رائعة سجل منها ماك إليستير الهدف الثاني لليفربول، وأضاف صلاح الهدف الثالث، بينما كان مدافع برينتفورد مطارداً وملاصقاً له، فسبقه بسنتيمترات وسدد في أضيق مساحة متاحة، كما قدم الملك المصري، عرضاً في مهارة سيطرته على الكرة بجوار الخط وفي أضيق مساحة أيضاً. 
انتزع محمد صلاح آهات الإعجاب والتشجيع من جماهير الريدز، فعادوا يغنون ويهتفون له، وبنفس الإعجاب والفرحة لنجاحه في اختبار العودة، كان رد فعل الأغلبية من مشجعي كرة القدم مماثلاً لفرحة جمهور ليفربول، إلا أن بعضهم بحث عن ثقب في هذا النجاح لقائد منتخب مصر، وانطلقوا في الهجوم ضده، وانطلقوا في السخرية منه، ومارسوا نفس الإساءات، ويبدو أنهم نفس الجماعة، ونفس الحزب، واستند هؤلاء إلى المقارنة غير المنطقية وغير المعقولة بين أداء صلاح مع ليفربول وبين أداء صلاح مع المنتخب الوطني المصري. 
هناك فارق بين النقد الفني وبين الاتهامات الانطباعية وغير الأخلاقية وللأسف هؤلاء لا يدركون أن الإساءة أن تصف لاعباً أو نجماً كبيراً بأنه متخاذل، وأنه يهرب من منتخب بلاده، وقد حدث ذلك بعد فوز ليفربول 4-1 على برينتفرد مباشرة، في تكرار للاتهامات التي انطلقت حين أصيب محمد صلاح في بطولة الأمم الأفريقية وتقرر عودته إلى إنجلترا للعلاج، والمؤسف أيضاً أن هؤلاء يقارنون بين أداء صلاح مع المنتخب وبين ما يقدمه مع ليفربول، وهم يرون أنه لا يلعب بأقصى طاقة، وهو يرتدي قميص المنتخب المصري. 
ألا يرى هؤلاء كيف يلعب ليفربول وكيف يلعب منتخب مصر؟ ألا يرون من يلعب بجوار صلاح وماذا يقدمون من مساعدات جماعية تلقائية وتكتيكية وفقاً لفلسفة مدرب الفريق يورجن كلوب، ووفقاً لأهداف مبارياته كلها في «البريميرليج» أو في دوري أبطال أوروبا؟ ألا يرون الفارق ويحسبون أهمية هذا الفارق وانعكاسه على أداء محمد صلاح؟ 
ليست إساءات أن يُنتقد لاعب فنياً على أدائه، من ناحية إهدار الأهداف أو التحركات والتعاون مع زملائه بالفريق، وكذلك عن جهده البدني وأرقامه في المباراة، لكن الخطأ الأكبر هو مطالبة صلاح باللعب مع منتخب مصر بنفس القدرات والمهارات الجماعية التي يقدمها مع ليفربول، بالتأكيد أتمنى أن يؤدي منتخب مصر مبارياته بنفس المستوى الذي يقدمه الفريق الإنجليزي في المباريات التي يخوضها، لكن المستحيل هو محاسبة صلاح على الفارق الفردي في أدائه من دون النظر إلى الفارق الجماعي في أداء منتخب مصر وفي أداء ليفربول.
** من يخاطبون الرأي العام عليهم التوقف عن هذا الهجوم الهوائي والانطباعي على صلاح، استناداً إلى مقارنة غير موضوعية وغير فنية!