تتوالى مبادرات الإمارات، لتعيد الأمل لعالم أثقلته الأزمات، وتبثّ الخير في نفوس الأجيال، انطلاقاً من مبادئها التي تتحرى الإنسان أيّاً كان وأينما كان، وتنتصر لإرادة الحياة، خاصة في المجتمعات الضعيفة.
الجديد هذه المرة، هو «مبادرة محمد بن زايد للماء»، التي تحمل اسماً كبيراً، يُمثِّل الشخصية الإماراتية في أبهى صورها وأروع معانيها، ويُشارك إيجابياً في مسيرة الحضارة الإنسانية، ويسعى بكل ما أوتي من قوة لمواجهة التحديات التي تواجه البشرية؛ ما جعله يحظى باحترام العالم، ويُصنَّف ضمن الشخصيات الأكثر تأثيراً على الصعيدين الإقليمي والدولي.
كان لافتاً، أن يحتضن «نقا بن عتيج التاريخي»، توقيع أول شراكة للمبادرة، لتخرج من «أول خزان للمياه في أبوظبي»، دعوة عابرة للحدود، إلى العلماء ورواد الأعمال، لإيجاد حلول مبتكرة ومستدامة لتحلية المياه واستخراج مياه المحيطات، وتحويلها إلى مياه عذبة على نحو مستدام ومنصف للجميع، حاملة معها رؤى الإمارات في قمة إنسانيتها، ووعي قيادتها التي تصنع المواقف، وتمنحها الخلود في الضمائر والعقول والتاريخ.
وكما كان «نقا بن عتيج»، يُمثِّل في الماضي «شريان حياة»، وأول الوسائل التي زودت جزيرة أبوظبي بإمدادات المياه العذبة التي كانت تأتي من العين.. يَتحوَّل اليوم، وبعبقرية إماراتية، إلى «جسر عطاء»، من داخله تمدّ بلادنا يدها إلى شعوب الأرض.
ربما لا يعرف البعض أن أزمة ندرة الماء تُمثِّل تحدياً عالمياً متنامياً له تأثيره السلبي المباشر على الأفراد والمجتمعات حول العالم، في وقت تُظهر فيه الدراسات أن نحو 4 مليارات شخص باتوا يعانون مشكلة ندرة الماء لمدة لا تقل عن شهر سنوياً، في غياب واضح للحلول الفعالة، ما ينذر بعواقب وخيمة، قد تصل إلى خسارة الأرواح، وانعدام الأمن الغذائي، والهجرات الجماعية القسرية، واحتمالية نشوب صراعات مسلحة من أجل المياه.
اليوم، تُعمِّق الإمارات نهجها الإنساني، وترسل رسالة جديدة، مفادها أن تاريخ الإنسان على هذه الأرض قصة تروى للأجيال والعالم، بينما في صحرائنا وجبالنا وبحارنا شواهد على عظمة هذا اﻹنسان، وتجليات إبداعه، وجلَده في مواجهة الحياة، وتحديه للظروف رغم قسوتها.. لكن هذه الشواهد الآن تنبض اليوم حضارة وتطوراً وتقدماً وأملاً، بعزيمة رجالنا وعبقرية قيادتنا، ولعل «نقا بن عتيج التاريخي»، مثالٌ على عبقرية الزمان والمكان والإنسان، وقوة الأمل.