لا توجد مباراة عادية أو لا قيمة لها بين الأهلي والزمالك، ولا توجد مباراة بين الأهلي والزمالك «تحصيل حاصل».. إنه أشهر ديربي عربي وإقليمي بالتاريخ والسبق والشعبية، فالناديان ينفردان بأن لهما أنصاراً في كثير من الدول العربية، إعجاباً بنجوم في الفريقين أو بانتصارات وبطولات، أو تأثراً بفترة الدراسة في بعض الجامعات المصرية، لاسيما في سنوات الستينيات  والسبعينيات.
وإذا كان هذا حال أية مباراة بين الأهلي والزمالك، فما بالنا بنهائي كأس مصر، واللعب في أجواء مثيرة واحتفالية، تحظى باهتمام خاص من الناديين ومن جماهيرهما، وإذا كانت الأجواء مغرية، فإن الجوائز وحدها تكفي لأن يتحول ملعب «الأول» في جامعة الملك سعود بالرياض إلى حلبة من حلبات الصراع الساخن بين الفريقين.
مارسيل كولر مدرب الأهلي يملك أرقاماً جيدة، وهو أفضل فريق في الدوري من واقع نتائجه وعروضه، والسويسري يملك خيارات عدة في تشكيل بداية المباراة، فمصطفى شوبير هو الحارس الأول، والدفاع مستقر، ويمثل معلول جبهة هجومية مهمة، ويمكن أن يضيف عمر كمال عبد الواحد قوة أخرى في مركز الظهير الأيمن لسرعته وتسديداته، والمرشحان لقلبي الدفاع عبد المنعم ورامي ربيعة، أما في الوسط فلا خلاف على إمام عاشور، ومروان عطية وكوكا وهو وسط يملك نزعة إيجابية هجومية، بينما طور جوزيه جوميز مدرب الزمالك من أداء الفريق نسبياً، ولعب على الاستحواذ وتقارب الخطوط، والمسافات بين اللاعبين، وحارس مرماه المرشح هو عواد، وفي الظهيرين فتوح، وعمر جابر، وفي القلب المثلوثي وحسام عبد المجيد.
ويشغل وسطه في المعتاد دونجا وأشرف روقا وأوباما، ودخل مؤخراً سيف جعفر بدلاً من روقا في مباراة الداخلية ليضفي قوة هجومية، بالإضافة إلى عبدالله السعيد الذي يحتاج إلى التحرك نحو صندوق المنافس كي يمارس مهاراته التي لم تظهر بعد مع الزمالك كما كانت في بيراميدز.
هجوم الأهلي التقليدي هو الشحات، ووسام أبوعلي، وبيرسي تاو، وهنا التغيير المحتمل قد يكون البدء برضا سليم الجناح السريع المقتحم المميز باللعب المباشر والقرار المباشر، أما الزمالك ففي الهجوم زيزو أحسن لاعبي الكرة المصرية في المواسم الأخيرة، لكنه أصبح مطالباً بسرعة التصرف في الكرة، وفي مركز رأس الحربة ناصر منسي أو الجزيري، وفي الجناح الأيسر ناصر ماهر أو مصطفى شلبي والأخير مميز في اللعب في هذا المركز.
من يحسم اللقاء؟ سؤال غير دقيق، والصواب هو: ماذا يحسم اللقاء؟
الإجابة: إنها البديهيات المعروفة في اللعبة، صاحب المبادرة والسيطرة، وصاحب اللياقة، والفريق الذي يدافع ويهاجم كتلة واحدة، وتتنوع هجماته، ويسترد الكرة التي يفقدها سريعاً، ويحسم اللقاء الفريق الذي يصل إلى مرحلة الاستمتاع باللعب، وهي أعلى وأصعب المراحل.
** تبقى أهم ورقة في كرة القدم.. إنها ورقة الإبداع، فالفريق الذي يملك تنوعاً ومهارات في المغامرة والشجاعة في التمريرة سوف يفتح باب الفوز.