وحده شهر رمضان له خصوصية، وحالة نفسية وتداعيات وذكريات تأتي مفرحة في هذا الشهر الكريم، إنه التأثير الروحي والموروث الاجتماعي الذي يحضر منذ بدء هذا الشهر. 
 وحده ليل رمضان النجم الساطع والحياة الزاخرة بالسعادة والسرور والمرح، وكأن الله سبحانه وتعالى أنار لنا كل شيء وبسط لنا كل شيء، وكرم رمضان بهذه الحالة الجميلة، وبث فينا النفسية المملوءة بالهدوء والروحانية عند الجميع، حتى نتذكر دائماً أن شهر رمضان هو أفضل الشهور عند الله والناس، فقد نزل فيه القرآن الكريم، منه نستمد وندرك هذه الفرحة الكبيرة، وتأتينا هذه الحالة المزاجية السعيدة، والتي تصل إلى تخيل أن كل شيء يسطع نوراً وجلالاً، وأن لمعان هذه النجوم، والنور الذي نخاله يعم الدنيا هو بالتأكيد يجيء من هذه الحالة النفسية، والشعور الداخلي بأن الليل مضيء حتى وإن غابت النجوم والقمر. 
التأثير الروحي والتداعيات، وذاكرة رمضان منذ الطفولة وحتى الكهولة، هي وحدها التي تقود هذا الشعور والمزاج الجميل عند الناس، حيث نشعر بالضجر والكدر عندما نودع رمضان وتعود الحياة إلى طبيعتها وسيرتها الأولى، وتزداد تلك الحالة عند أولئك الذين تلبسهم رمضان في كل تفاصيل أيامه ولياليه الجميلة. كم هي مؤثرة الحالة الروحية في الناس، وكم هو رمضان كريم، يأتي كل عام ليغير رتم الحياة ويجدد ويرمم الصلات والعلاقات ويقوي الروابط والتواصل الاجتماعي بين الجميع، بدءاً من الأسرة وانتهاء بجميع الناس، حيث يلتقي الأهل والأصحاب، ويقترب الناس من بعضهم بعضاً وتقوى اللحمة الاجتماعية، إنه شهر المحبة والسلام والأمان. وتمضي ليالي رمضان الجميلة سريعاً ويودعها الناس في شوق ورجاء أن يعيده الله عليهم بعد عام ليجددوا هذا الفرح والسعادة التي تغمرهم طول أيامه المباركة. لم يتبق غير أن يستعد الناس للفرحة الكبرى بعد تمام الصيام والقيام، الاستعداد للعيد الذي اقترب من قرع أبواب الفرح.