يرى بن رودس في باراك أوباما، الرئيس الأميركي السابق، بطلهُ المفضل، بعدما اقترب منه كثيراً، وتعرّف على صفاته الشخصية التي انبهر بها، كما يذكر. وكلام، كهذا، ليس غريباً؛ فالرجل عمل في إدارة أوباما مستشاراً للأمن القومي لفترتين رئاسيتين، 2009-2017. هذا فضلاً عن أنه يحق لكل شخص، كما يقول محمد حسنين هيكل، «أن يصفق لبطلهِ على خشبة المسرح». ما حدث بين أوباما وبن ردوس من تطابق شبه تام في الأفكار والرؤى، جعل الأخير يضع عنواناً لكتابه الذي أصدره في عام 2018، يؤشر فيه ضمناً إلى أن العالم سيظل «فاسداً وغير قابلٍ للإصلاح». والجملة المنصصة هي تكملة لعنوان الكتاب «العالم كما هو..». يتضح ذلك من القراءة المتمعنة للكتاب؛ إذ يجد المرء أن الرئيس أوباما ومعه بن رودس، كاتب خطاباته، وأشهرها خطاب في القاهرة يونيو 2009، ليسا بعيدين عن هذه القناعة التي يظن، بدايةً، أنها تؤشر على اضطراب في الرؤية، ولو كانت كذلك، لهان الأمر، بل ورد في كتاب «العالم كما هو..» أن أوباما «يكره العرب كالعمى»، وهي جملة صادمة تذكّر المرء بالعنصرية النازية لأدولف هتلر الذي صنّف الشعوب في كتابه سيئ الذكر «كفاحي»، إلى أشرار وأخيار، وأعراق نبيلة وأخرى وضيعة. وربَّ سائل يسأل: لماذا الحديث عن أوباما في هذا الوقت بالذات؟ والجواب: إن الانتخابات الرئاسية الأميركية على الأبواب، في نوفمبر المقبل، والتي إما أن يفوز بها الرئيس الجمهوري الحالي دونالد ترامب، الذي أفقدته جائحة كورونا كرتاً انتخابياً مؤثراً، تمثل في الاقتصاد المتعافي، وانخفاض نسبة البطالة، وبالتالي لم يعد في جعبته سوى وسيلتين ليضمن بهما الفوز لفترة رئاسية ثانية؛ الأولى شن الحرب، وهذه مغامرة ليست مضمونة، والثانية تأجيل موعد الانتخابات إلى أن يصلح ما يمكن إصلاحه ويستعيد الناخب الأميركي.. أو أن يفوز بالانتخابات جو بايدن، المرشح «الديمقراطي»، ليكون بذلك الرئيس الأكبر سناً في تاريخ أميركا، إذ سيكون عمره عند التنصب في يناير المقبل 79 عاماً. ويخشى رجل الشارع الأميركي أن يكون بايدن نسخةً عن الرئيس «الديمقراطي» السابق أوباما، خاصة وأنه عمل نائباً له أثناء رئاسته، فيتبنى أفكاره ورؤيته تجاه قضايا المنطقة. شعوب المنطقة، ومعها العديد من الشعوب العربية، هواها في هذه المرحلة، على الأرجح، «جمهوري» وليس «ديمقراطياً»، فالسياسة مصالح.