حرصت دولة الإمارات العربية المتحدة، على تطوير علاقاتها مع جمهورية باكستان الإسلامية الصديقة في مختلف المجالات، حيث لم تألُ جهداً منذ عهد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه»، في تقديم كافة أشكال الدعم للشعب الباكستاني من أجل تجاوز التحديات، وتحقيق التنمية المستدامة في جميع القطاعات.
وتعبّر مبادرة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة «حفظه الله»، لاستئصال مرض شلل الأطفال، عن القيم الراسخة لدولة الإمارات في تقديم المساعدات الإنسانية حول العالم، إذ كشفت إدارة المشروع الإماراتي لمساعدة باكستان، مؤخراً، عن تنفيذ أول حملة تطعيم ضد شلل الأطفال على مستوى العالم في ظل جائحة فيروس كورونا المستجد «كوفيد–19»، استهدفت أكثر من 766 ألف طفل باكستاني ممن تقل أعمارهم عن 5 سنوات، واستطاعت إيصال اللقاحات وتطعيم 722 ألفاً و500 طفل، بنسبة نجاح بلغت 94.3%.
وقد جاءت الحملة وسط إجراءات وتدابير حديثة بمعايير وقائية عالية، في ظل الظروف الاستثنائية التي فرضتها جائحة «كوفيد-19»، حيث شارك في تنفيذها أكثر من 3465 من فرق التطعيم وعناصر الأمن، بعد تلقيهم دورات تدريبية لتأهيلهم لأداء المهمة، في ظل التحديات الميدانية والمخاطر المتعلقة بحمايتهم وسلامتهم، وضمان حماية الأطفال المستهدفين بالتطعيم من الإصابة بفيروس كورونا، كما تم تزويدهم بمعدات وقاية شخصية تشمل الملابس والكمامات والقفازات ومواد التعقيم. 
وقد أعلن المشروع الإماراتي لمساعدة باكستان تنفيذ حملة جديدة للتطعيم ضد شلل الأطفال، تبدأ في السابع عشر من أغسطس الجاري، وتستمر 10 أيام، وتستهدف 15 مليوناً و526 ألف طفل، في 85 منطقة في جمهورية باكستان الإسلامية، بمشاركة 96 ألف عنصر من فرق التطعيم والأمن، الأمر الذي يأتي متمماً لجهود دولة الإمارات في هذا السياق، والتي بدأت في عام 2014، واستطاعت حتى عام 2020، إعطاء 455 مليوناً و956 ألفاً و226 جرعة تطعيم لأكثر من 86 مليون طفل باكستاني.
إن الاهتمام بأطفال باكستان، وتنفيذ حملات تطعيم لهم ضد مرض شلل الأطفال، لا يعدان مسألة غريبة عن القيادة الرشيدة لدولة الإمارات، التي طالما فكّرت في حماية أطفال العالم في كل مكان، وهو ما يؤكده تقديم صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان «حفظه الله»، منذ عام 2011، مبلغ 327.8 مليون دولار أميركي، مساهمةً من سموه في دعم الجهود العالمية لاستئصال مرض شلل الأطفال، مع التركيز بشكل خاص على باكستان وأفغانستان، حيث أكد سموه أن المجتمع الإنساني بحاجة أكثر من أي وقت مضى إلى توحيد الجهود لمواجهة الأمراض والأوبئة، وإيجاد الحلول لجميع التحديات التي تحول دون وصولها إلى المحتاجين للرعاية الصحية، وهي مهمة إنسانية على العالم أجمع أن يتحمل المسؤولية تجاهها.
لقد أكدت دولة الإمارات سعيها لمواجهة كل ما يؤثر في صحة الإنسان وحماية حياته، بالتزام ثابت وإيمان راسخ بأهمية تأدية دور محوري في الإسهام في تنمية المجتمع الإنساني على المستوى العالمي، وهو ما تجلّى في الإسهام في خفض أعداد المصابين بفيروس شلل الأطفال في العديد من الدول، الأمر الذي يشير إلى دورها الفاعل في تحقيق أهداف منظمة الأمم المتحدة ودول العالم بالقضاء نهائياً على مرض شلل الأطفال في المستقبل القريب، تجسيداً للمبادئ الإنسانية النبيلة للدولة، القائمة على الالتزام بمساعدة الشعوب والتضامن معها، ودعمها في المجالات الإنسانية على اختلافها، والاهتمام بالفئات الاجتماعية الأكثر ضعفاً، وخاصة الأطفال الذين هم بأمسّ الحاجة إلى الرعاية الصحية والوقائية، والحماية من الأمراض والأوبئة.

عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية