تسعى حكومة دولة الإمارات العربية المتحدة إلى تمكين أصحاب الهمم من خلال وضع السياسات وابتكار الجديد من الخدمات التي تُحقّق لهم أسلوب حياة صحيًّا واجتماعيًّا متكاملا، بهدف ضمان توفير الحياة الكريمة لهم، وتحرص القيادة الرشيدة على دعم دورهم وتعزيزه، من خلال استحداث الخطط والبرامج الفاعلة ودمجهم في المجتمع ضمن منظومة النسيج الوطني الشامل.
ويرتكز اهتمام الدولة بأصحاب الهمم على النهج النبيل الذي تبنّاه الوالد، المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، في بناء الإنسان والاهتمام به باعتباره ركيزة ينهض بها الوطن، ولم يغفل، رحمه الله، عن رعاية فئة أصحاب الهمم والإيمان بقدراتهم، وهو الطريق الذي اتخذته القيادة الرشيدة مُحقّقةً نقلةً نوعيةً لأفراد هذه الفئة.
وعلى الرغم من الظروف الاستثنائية الراهنة التي يعيشها العالم إثر جائحة «كوفيد-19»، تواصل حكومة دولة الإمارات رعايتها لأصحاب الهمم، من خلال المبادرات التي تنفذها عن بُعد، وفي هذا الصدد، نظمت وزارة تنمية المجتمع حفلا تكريميّا عن بُعد، بمناسبة «يوم المعلم» الذي يصادف الخامس من أكتوبر كل عام، بحضور عدد من مسؤولي الوزارة والمعلمين والاختصاصيين والعاملين في مراكز أصحاب الهمم، وذلك في إطار تقدير جهود وإنجازات المعلمين والمعلمات العاملين في خدمة أصحاب الهمم في المراكز التابعة للوزارة على مستوى الدولة. وقد بدأت الوزارة، خلال شهر أغسطس الماضي، تدريبَ جميع المنتسبين إلى مراكز أصحاب الهمم على استخدام منصة «خطة» لإثراء تعليم أصحاب الهمم وتأهيلهم، ودعم ذويهم عن بُعد، من خلال تطوير برامج تربوية وتأهيلية تسهُل مشاركتها مع الأسرة ليتم تنفيذها في المنزل.
وعند الحديث عن الجهود المتواصلة لدعم أصحاب الهمم، لا بد من الإشارة بشكل خاص إلى الاستراتيجية الشاملة لأصحاب الهمم في إمارة أبوظبي 2020-2024، التي أطلقها مؤخرًا صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، حفظه الله، بمشاركة أكثر من 28 جهة حكومية محلية واتحادية معنية، وبقيادة دائرة تنمية المجتمع في أبوظبي، بهدف جعل الإمارة مدينة دامجة ومُهيئة ومُمكّنة لأصحاب الهمم، بما ينسجم مع رؤية الدائرة بتوفير حياة كريمة لجميع أفراد المجتمع. ولا بد كذلك من الإشارة إلى تأكيد سموه التزام القيادة الرشيدة المستمر بتمكين أصحاب الهمم وتحقيق طموحاتهم، إذ يقول سموه: «إنّ مجتمعنا متلاحم ومتماسك تتساوى جميع فئاته في الاهتمام والدعم».
لقد بذلت الدولة جهودًا مميزة في سبيل تذليل الصعاب التي يمكن أن تواجه أصحاب الهمم، من خلال إنشاء العديد من المؤسسات التي تُعنَى بالاهتمام بهم في أرجاء الدولة كافة، وتختص تلك المؤسسات بتقديم الخدمات الشاملة كالعلاج، والتأهيل الوظيفي والمهني، والاهتمام بالصحة النفسية وإطلاق الأنشطة المختلفة والتوعية الأسرية. وتمّ تعيين مسؤول في جميع المؤسسات والجهات الخدمية يُعنَى بالنظر في شؤون أصحاب الهمم والعمل على تسهيل أعمالهم، واعتماد خدمات مخصصة لهم، ليعمل هذا المسؤول تحت المسمى الوظيفي «مسؤول خدمات أصحاب الهمم».
وتتمتع قضية دمج أصحاب الهمم بأهمية كبيرة، لأن هذا الدمج لهذه الفئة ذات القدرات الخاصة بالمجتمع يسهم في زيادة تعلّمهم وتوسيع معارفهم، كما يمنحهم مهارات جديدة، تطور من خبراتهم وتصقل شخصياتهم، ما يجعلهم أكثر إقبالا وفاعليةً في المحيط الذي يُوجَدون فيه.
إن هذا الاهتمام الكبير والمستمر الذي يحظى به أصحاب الهمم في دولة الإمارات، يسهم في تحقيق نقلة نوعية في جودة الخدمات المقدمة لهم، وهو ما تحرص عليه الدولة بشدة من خلال التشريعات والقوانين التي تكفل لهم حقوقهم وواجباتهم في المجتمع، على النحو الذي يُكثّف مشاركاتهم في الحياة العامة، ذلك أن أصحاب الهمم هم أصحاب قدرة وإنتاج، غير عاجزين عن تحقيق ذواتهم والمشاركة الإيجابية في المجتمع بدعم من ذويهم، ودعم أفراد المجتمع والدولة لهم، وقد جسَّدت نجاحاتهم قوة الإرادة والعزيمة التي يتمتعون بها.