بعيداً عن الإنجازات التي تحققت على يد وزير الصحة الكويتي الدكتور الشيخ باسل الصباح. وبعيداً عن السياسة الناجحة التي تمكنت بشكل كبير من مواجهة التحديات، وعلاج الكثير من المسائل، وتوفير الاحتياطات الطبية اللازمة. حقيبة وزارة الصحة لطالما كانت مثقلة بأعباء وتحديات كبيرة. وتعاني الكثير من الإرهاصات والمشاكل التي ليس لها عد أو حصر. 
ومن خلال الخبرة الواسعة لوزير الصحة في مجاله، خاصة وأنه كان منتسباً للوزارة في بدايات حياته العملية، استطاع تحقيق الكثير من الإسهامات على صعيد الصحة، وهذا ظهر بوضوح في مواجهة أزمة كوفيد-19. 
ولدى الوزير حرص شديد على سلامة الكويتيين والمقيمين، وهذا ما اتضح من خلال عبارته الشهيرة التي ناشد خلالها الجميع، في بداية الجائحة، بالمكوث في بيوتهم وعدم الخروج إلا للضرورة. وهي نصيحة تكررت في لقاءاته واجتماعاته مع الصحافة وعبر المؤتمرات. 
النصائح والتوجيهات التي أكدت عليها وزارة الصحة، لم يُعرها كثيرون الاهتمام الكافي، وربما هذا ما أوصل البلاد لتلك المراحل من زيادة أعداد الإصابات في جائحة كورونا. وقال عبارته تلك بكل صدق وشفافية، لعلمه اليقين والأكيد بخطورة تلك الجائحة. حتى أصبح اليوم أولئك الكثيرين يعون مدى قيمة تلك العبارة التي عانى بسبب عدم الاكتراث بها كثيرون وأصابهم الفيروس بشكل مباشر، لأنهم لم يلتزموا بالتوجيهات الصادرة عن وزارة الصحة.
ولطالما تقبلت الوزارة الكثير من الانتقادات، التي كانت تطال الإجراءات والإرشادات التي تصدرها من أجل الصالح العام، وحماية المواطنين، والتي رشح عنها فرض الحظر في بؤر تفشي الوباء في بعض المناطق دون غيرها، وهي إجراءات أثبتت جدواها وأعطت النتائج الإيجابية المرجوة منها، والتي تمثلت في تقليص أعداد الحالات المصابة بالفيروس لنسب وصلت إلى 7 و 8%.
ومؤخراً وبعد رفع الحظر، ارتفعت خلالها الحالات، ما جعل الوزارة توجه بفرض الحجر واتخاذ حزمة من الإجراءات الاحترازية على بعض الأنشطة التي يعتقد أنها سبب رئيسي في تفشي وزيادة أعداد الحالات.. فكانت خطوة في الاتجاه الصحيح لوزير الصحة، والذي نسأل الله له التوفيق والسداد.
إجراءات وخطوات مهمة اتخذتها وزارة الصحة، خاصة المتمثلة في السعي الدؤوب لتوفير اللقاحات اللازمة والمناسبة لكي تغطي أكبر عدد ممكن من سكان البلاد من المواطنين والمقيمين دون تفرقة أو تمييز كما حدث في العديد من الدول. وجميعها جهود جعلت المعنيين بالشؤون الصحية في كثير من البلدان يتم الثناء عليهم وتكريمهم، كما الأبطال. 
الغريب أن نجد من لا يرصد هذه الجهود الجبارة بإنصاف، بل دأب البعض على توجيه الانتقادات، علماً بأن الكويت أحرزت تقدماً في هذا المجال، جعلها تتعامل مع مستويات متدنية من الإصابات. 
و نسأل أن يزيل أسباب الوباء والبلاء عن العباد في جميع أنحاء المعمورة.
*كاتب كويتي