قبل ما يقرب من قرن تقريباً من اختراق أعاصير أنحاء من الغرب الأوسط ووادي نهر تينيسي يوم الجمعة، 10 ديسمبر الجاري، ضرب أكثر الأعاصير فتكاً في التاريخ الأميركي المنطقة نفسها تقريباً متسبباً في دمار لا مثيل له. ووقع «إعصار الولايات الثلاث» يوم 18 مارس 1925. وبلع اتساعه ميلاً في بعض الأحيان وبلغت سرعة رياحه 300 ميل في الساعة، مما سجل أعلى مرتبة في مقياس «فيجيتا» لقوة الأعاصير. وقتل ما لا يقل عن 695 شخصاً، وأُصيب أكثر من 2000 شخص نتيجة الإعصار الذي سلك طريقه عبر ميسوري وإيلينوي وإنديانا. وأصابت أعاصير أخرى تينيسي وكنتاكي. 
وتميز إعصار الولايات الثلاث بأن مسار دماره امتد 219 ميلاً وقطع المسافة بسرعة تراوحت بين 60 و73 ميلاً في ثلاث ساعات ونصف الساعة. وفي غضون 40 دقيقة فحسب، دمر الإعصار خمس بلدات وقتل 541 شخصاً في جنوب إيلينوي. وفي ميرفيزبورو بولاية إيلينوي، هدم الإعصار 1200 مبنى وقتل 234 شخصاً. وفي جورهام بولاية إيلينوي أيضاً، هدم الإعصار كل مبنى في البلدة أو أصابها بأضرار جسيمة. وهدم الإعصار 15 ألف منزل إجمالاً في الولايات الثلاث. وتنتج الأعاصير عادة عن زوابع رعدية قوية متعددة ويصحب كل عاصفة إعصار أو أكثر. ومسار دمار الأعاصير يكون به فجوات تفترق فيها الزوبعة عن الإعصار قبل أن تتألف زوبعة أخرى وتكون إعصاراً آخر. ولذا، هناك مجموعة أعاصير تكون مسؤولة نمطياً عن الدمار الذي يحدث أثناء هياج إعصار ما. 
لكن مكتب الأرصاد الجوية الأميركي قام بمسح مسار الدمار الذي سببه إعصار الولايات الثلاث، وتوصل إلى أن الدمار كان متواصلاً دون انقطاع أو فجوات. ولذا، كان هذا إعصاراً واحداً فيما يبدو تكون من زوبعة استمرت طويلاً وسلك طريقاً عبر 200 ميل. وإذا كان هذا الاستنتاج دقيقاً وقطع إعصار مفرد أكثر من 200 ميل، استنتجت المصلحة القومية للأرصاد الجوية أن هذا كان ربما «حادثة نادرة لا تقع إلا مرة في بضع مئات من السنين». ونظراً للاتساع الكبير لإعصار الولايات الثلاث الذي بلغ أحياناً ميلاً، وُصف الإعصار بأنه «سحابة ملفوفة» أو «سحب متدحرجة» على الأرض. ولم تشبه معظم الأعاصير، ومظهرها خدع كثيرين من الناس حتى سبق السيف العذل. 

ووقع الإعصار في عصر لم يكن مكتب الأرصاد الجوية الأميركي يصدر فيه تحذيرات أو تنبيهات شديدة اللهجة بشأن الأحوال المناخية. ففي هذه الفترة، كان مكتب الأرصاد يتبنى سياسة لا يستخدم فيها كلمة «إعصار» في تنبؤات الأرصاد لتفادي حدوث حالة هلع. والتنبؤات الرسمية في 18 مارس عام 1925 وصفته بالقول «أمطار ورياح متحولة شديدة». لذا لم يتوقع أحد أو لم يكن مستعداً لحدوث إعصار في مساء ذاك اليوم. وأثناء الإعصار الذي وقع في الأيام القليلة الماضية، كانت تحذيرات المناخ جيدة، لذا تم إنقاذ الكثير من الأرواح. وقد يستغرق الأمر عدة أيام على الأرجح لتحديد إذا ما كان إعصار واحد أو أكثر هو المسؤول عما حدث. 
وإليكم إحصاءات المصلحة القومية للأرصاد الجوية عن «إعصار الولايات الثلاث» عام 1925: 
- طول المسار 219 ميلاً. 
- متوسط اتساع المسار 3/4 ميل (بعض الحسابات سجلت ميلاً واحداً، وهو اتساع قياسي) 
- الدمار المتواصل استمر ثلاث ساعات ونصف الساعة. 
- الساعة 1:01 مساء، بدأ الإعصار على مبعد ثلاثة أميال شمالي غرب إلينجتون بولاية ميزوري. 
- الساعة 4:30 مساء، تبدد الإعصار على مبعدة حوالي ثلاثة أميال جنوبي غرب بيترسبورج بولاية إنديانا. 
- متوسط السرعة 62 ميلاً في الساعة. 
- سجل الإعصار سرعة قياسية بلغت 73 ميلاً في الساعة بين جورهام وميرفيزبورو. 
- سجل الإعصار مرتبة F5 في مقياس «فوجيتا»، مع رياح ربما زادت سرعتها عن 300 ميل في الساعة. 
- سجل الإعصار أدنى ضغط عند 28.87 درجة على جهاز باروغراف عند منجم الفحم «أولد بن» في غرب فرانكفورت بولاية إلينوي. 
- 695 حالة وفاة، في رقم قياسي لإعصار واحد. 
- 234 حالة وفاة في ميرفيزبورو، في رقم قياسي في تجمع سكاني واحد في كارثة مثل هذه. 
- 33 حالة وفاة في مدرسة دي سوتو، في رقم قياسي لعاصفة مثل هذه (فلم تُسجل حصيلة وفيات أعلى في المدارس إلا في حالة التفجيرات وانفجارات الغاز) 
- 2027 إصابة 
- هدم 15 ألف منزل. 

كيفين أمبروز
كاتب أميركي متخصص في شؤون المناخ. 
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»