كما أبهر «إكسبو 2020 دبي» العالَمَ في افتتاحه، أبهرهم أيضاً في اختتامه، ليسدل الستار على أهم المعارض العالمية في أهم نسخها على الإطلاق، النسخة التي غيَّرت مفاهيمَ كثيرةً وقدَّمت نموذجاً جديداً وفريداً هو نموذج الإمارات للعمل والتفوق والإبداع. فمعايير الإمارات ليست كغيرها، فهي معايير عالية في التخطيط والعمل والتنفيذ والتقييم.. لنشهد في النهاية إبهاراً على كافة الجوانب. وهذا ليس ما نقوله نحن فقط، بل ما يقوله ويؤكده زوار المعرض والمشاركون والإعلاميون من دول العالم كافةً. فقد جاء الثناءُ من الجميع، وخاصة ممن شارك وشاهد مدى القدرة العالية التي تمتلكها دولة الإمارات على صعيد التنظيم والعمل، وقبل ذلك التخطيط المدروس. ومنذ البداية فإن الدول المشاركة أدركت ذلك، وحاولت أن تواكب المعرضَ عبر تقديم أفضل ما لديها لتكون على قدر الحدث التاريخي الكبير. 
ومن خلال لغة الأرقام تتضح الصورة أكثر، فإكسبو 2020 دبي زاره ما يقارب من 25 مليون زائر من معظم دول العالم، وشاركت فيه 191 دولة، وعُقدت على هامشه مئات الصفقات والاتفاقيات والشراكات، حيث جذب المستثمرين والشركات ورجال الأعمال.. وهذا مكسب لدولة الإمارات وللدول المشاركة التي فتح لها المعرضُ آفاقاً جديدةً، كما عكس أهميةَ المعرض نفسه وأهمية الإمارات التي تعد مركزاً عالمياً للأعمال، حيث تتاح الفرصُ لرواد الأعمال من أجل البحث عن الشراكات وتحقيق طموحاتهم، وهذا مما يميز الإمارات التي يقصدها كل طامح وحالم وباحث عن تحقيق الريادة.
إكسبو 2020 دبي كان كذلك مكسباً للعرب، حيث حرصت الإمارات على مشاركتهم هذا النجاحَ الباهرَ من خلال تأكيد قدرة الدول العربية على الريادة والمنافسة، وبالفعل فقد حققت هذه الدول ريادةً داخل المعرض من خلال أجنحتها وما قدَّمته من قيمة مضافة، وهو ما انعكس في تميز بعض هذه الأجنحة، وخاصة من خلال المحتوى الذي قدمته وحجم الحضور الذي استقطبته. 
زرنا المعرضَ أكثرَ من مرة وانبهرنا بشكل التنظيم وتصاميم الأجنحة وعدد الزوار، لكن المحتوى أيضاً كان الأكثر إبهاراً. فقد انقسم المعرض الدولي الذي انطلق قبل ستة أشهر تحت شعار «تواصل لعقول وصنع المستقبل»، إلى ثلاثة أقسام هي: الاستدامة والتنقل والفرص، واضعاً بذلك خارطةَ طريق للمستقبل. وللتذكير بأهمية هذا المحتوى، وخاصة محتوى القسم الأول، فإن الاستدامة أصبحت حاجةً ملحةً للبشرية على كافة الأصعدة، والتنمية المستدامة أساسية في «رؤية الإمارات 2021»، مثلها مثل «أجندة الأمم المتحدة 2030». وما تضمنه المعرضُ من أنشطة لتلاقي العقول والتجارب البشرية كان مهماً للغاية في تحقيق الاستدامة، كما أن المعرض نفسه بُني ضمن هذا النهج، أي التركيز على استخدام الطاقة النظيفة، وشجَّع البحوثَ العلميةَ التي تصب في خدمة البشرية لإيجاد حلول الطاقة النظيفة.
كما ركَّز المعرض على مفهوم التنقل بشكله الواسع، سواءً عبر وسائل حديثة تعتمد أعلى التقنيات، أو من خلال استكشاف آفاق جديدة في عوالم أخرى، أو حتى التنقل عبر العالم الافتراضي.. ليكشف أبعاداً بشرية من خلال تعزيز وظيفة التواصل.
وأخيراً ركز القسم الثالث من المعرض على الفرص التي عززت عدة جوانب، بما في ذلك الشباب، وهم مستقبل البشرية، وهو ما ركز عليه إكسبو 2020 دبي وعززه، فزاده قيمةً وإبهاراً.


*كاتب إماراتي