لطالما حظيت القضايا الصحية باهتمام صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، ليس فقط على الصعيد المحلي، وإنما على المستوى الدولي أيضاً. فعلى صعيد القضايا الصحية الدولية، امتدت أيادي سموه الكريمة والمعطاء إلى بقاع وأصقاع الأرض المختلفة، لمساعدة العديد من الشعوب والمجتمعات المحلية على مواجهة الكثير من مشاكلها الصحية المزمنة. حيث تعتبر الإمارات مثلا، في طليعة الجهود الدولية الرامية للقضاء على فيروس شلل الأطفال، وذلك من خلال مساهمات مالية ضخمة، لدعم البرامج الدولية والوطنية للتطعيم ضد شلل الأطفال، مما يؤكد الدور الريادي للإمارات في مكافحة هذا المرض على المستوى العالمي. وهو ما تجسد في دعم سموه الدائم والمستمر لبرامج التحصين في العديد من الدول النامية، حيث قدّم سموه 33 مليون دولار (أكثر من 120 مليون درهم) لأعمال التحالف العالمي للقاحات والتحصين «جافي» (GAVI Alliance)، بالإضافة إلى خمسة ملايين دولار كمساهمة في مبادرة «الابتكار في التناول، وتوسيع النطاق والتكافؤ في التحصينات».  

  وعلى الصعيد المحلي، وخلال جائحة كورونا، جاء اتصال صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، بعدد من العائلات التي فقدت أحد أفرادها خلال عملهم في خط الدفاع الأول للتصدي للجائحة، ليؤكد مدى التقدير والعرفان اللذين تكنهما الإمارات، قيادةً وشعباً، لأفراد الجيش الأبيض. ويأتي هذا التقدير والعرفان ضمن استراتيجية شاملة تصدَّرت بها الإمارات العديدَ من مؤشرات احتواء الجائحة، حيث تبوأت صدارةَ دول العالم في مجموعة كبيرة من مؤشرات النجاح في التصدي لفيروس «كوفيد-19»، وذلك من خلال تقديم أداء متميز حد بشكل كبير من التداعيات السلبية للجائحة. وتبعاً لتوجيهات سموه ورعايته وإشرافه المباشر، تعاملت الإمارات مع جائحة «كوفيد-19» بأدوات وأساليب متميزة ومبتكرة، الأمر الذي مكَّن الدولةَ من تحقيق ريادة عالمية في العديد من المجالات ذات الصلة، خاصةً فيما يتعلق بفحوص كشف الفيروس، والتي تجاوزت حاجز الـ20 مليون فحص منذ بدء الجائحة، ما جعلها في المرتبة الأولى عالمياً في تخطي عدد الفحوص عدد السكان، وذلك بالنسبة للدول التي يتجاوز عدد سكانها مليون نسمة.

وعلى الصعيد الدولي، برز أيضاً الدور الإماراتي الفاعل في تعزيز الجهود العالمية لمواجهة أزمة انتشار فيروس كورونا، تأكيداً للمبدأ الإنساني المتأصل في سياستها الخارجية، حيث قدمت مساعدات إنسانية وطبية عاجلة إلى أكثر من 100 دولة، استفاد منها ملايين الأشخاص من العاملين في الصفوف الأمامية لمعركة مواجهة الوباء، وذلك دون النظر للاعتبارات السياسية عند تقديم هذه المساعدات. ولم يقتصر اهتمام سموه فقط على دعم جهود تشخيص وعلاج العديد من الأمراض حول العالم، بل شمل أيضاً السبل والإجراءات الكفيلة بالوقاية من الإصابة بهذه الأمراض أساساً، وذلك من خلال مبادرات عدة كان لها عميق الأثر على الشعوب والمجتمعات المحلية.

*كاتب متخصص في القضايا الصحية والعلمية