ما فتئت الأحداث والتجارب تؤكد لنا عظمةَ ديننا الحنيف وما سنَّه من سنن فطرية لهذا الإنسان الذي خلقه الله وكوّنه في أحسن صورة، وقدم له كل أسباب الحياة والعيش فيها. لقد تزايدت الأمراض وكثرت أنواعها في هذا العصر، وقد اتضح أن سببها الرئيسي هو ابتعاد الإنسان عن الفطرة التي فطره الله عليها.

وحول أحدث وباء يهدد بضرب البشرية مجدداً، كما ضربها «كوفيد-19»، أي مرض جدري القرودو والفيروس المسبب له، فمن المعلوم أن من أهم أسباب انتشار هذا المرض هو الشذوذ الجنسي كتجسيد لابتعاد الإنسان عن طبيعة خلقه كـذكر يرتبط بأنثى وكأنثى ترتبط بذكر، ارتباطاً شرعياً بالطبع، وذلك استناداً إلى قول الله تعالى في نص الآية القرآنية الكريمة: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى» (سورة الحجرات، الآية 13)، حيث يكون الزواج علاقة ارتباط بين نوعين مختلفين في الجنس، أي بين ذكر وأنثى. ومرة أخرى تتبين لنا فطرة الخالق التي خلق عليها الناس، وهو جل وعلا أدرى بخلقه وأعلم بما ينفع مخلوقاته.

ومن هنا يتعين القول مرة أخرى أنه لا ينبغي تبديل خلق الله بأي شكل من الأشكال، فهو تعالى أعلم بما خلق، وكل شيء من خلقه، ومن ذلك أنه خلق الذكر لكي يقترن بالأنثى وخلق الأنثى لكي تقترن بالذكر، ولم يخلق أحدهما كي يقترن بآخر من جنسه، إذ لا يصح هذا النوع من الاقتران بين البشر، بل اقتران الجنسين هو الاقتران الصحيح المتوافق مع الطبيعة نفسها، أي مع فطرة الإنسان التي فطره الله عليها.

كما يمكن القول أيضاً إن أي تغيير في تلك الفطرة هو تغيير جائر في الخلق، مما يعد خرقاً يؤثر تأثيراً سلبياً بالِغَ الخطورة، وبالتالي تتعين محاربة أي ممارسات أو ظواهر من هذا النوع تسيء لمجتمع جُبل على الالتزام بالفطرة السليمة للإنسان السوي.

ولعل الرسالة المهمة هنا في سياق ما يمر به العالم حالياً من ظروف صحية وأوبئة تهدد البشرية ككل، هي ضرورة العودة إلى سنن الحياة وأشكال العيش الصحيحة من خلال اتباع خريطة الطريق التي أوضحتها الرسالاتُ السماوية، وهي المتوائمة مع الفطرة الأصلية السليمة للإنسان، وأنه لا مفر لهذا الإنسان من اتّباع ما أُمر باتّباعه.

*كاتب كويتي