مع تصاعد التوتر بين الولايات المتحدة والصين نتيجة تداعيات زيارة نانسي بيلوسي الاستفزازية إلى تايوان، تتخذ التنافس التكنولوجي بين البلدين منعطفاً جديداً.

حالياً، 75% من تصنيع الرقائق في العالم يتم في شرق آسيا وتتركز حول تايوان وكوريا الجنوبية والصين، لذلك وافق كلا المجلسين في الكونجرس الأميركي على خطة بقيمة 280 مليار دولار - قانون الرقائق والعلوم - لتعزيز تصنيع الرقائق في الولايات المتحدة الأميركية.

فأهمية تايوان تكمن أنها تضم أهم شركات تصنيع الرقائق الإلكترونية مثل TSMC التي تصنع 55% من الرقائق الإلكترونية عالمياً من ضمنها 84% من الرقائق فائقة التقدم والتي تدخل في كل الصناعات الحديثة كالهواتف المحمولة والمركبات والمعدات الطبية وحتى الأسلحة العسكرية، والذي زاد من تفاقم أزمة الرقائق الإلكترونية أن الصين تحتكر المعادن النادرة التي تعتبر أساساً مهماً في تصنيع هذه الرقائق، كما أن نقص الإمدادات للرقائق الإلكترونية من تايوان إلى الشركات المنتجة للمركبات والتكنولوجيا في أميركا أدى إلى إغلاق عدد من مصانعها وتكبدها خسائر تصل نحو 483 مليار دولار.

ومن هنا بدأت الولايات المتحدة تحذر شركات الموصلات، فأي شركة لن تستفيد من الإعانات الأميركية، والتي تبلغ 52.7 مليار دولار إذا قامت بتوسيع أو تحديث مرافق تصنيع الرقائق المتقدمة في الصين.

نتيجة لذلك، سيتعين على شركات مثل Samsung وSK Hynix، وهما شركتان رئيسيتان لتصنيع الرقائق قاما باستثمارات كبيرة في الصين، أن تختار الآن بين الابتعاد عن هذه الاستثمارات أو عدم الاستفادة من الإعانات الأميركية.

وفي الوقت نفسه، لم تقف الصين مكتوفة الأيدي، فقد أصدرت SMIC، الشركة الصينية المصنعة للرقائق ومقرها شنغهاي، رقائق 7 نانومتر، ووضح ديلان باتيل، محلل تقني، أن (SMICالصينية تقوم بشحن عملية مسبك باستخدام رقائق متوفرة تجارياً في السوق المفتوحة وهي أكثر تقدماً من أي شركة أميركية أو أوروبية وخامس أكبر شركة مصنعة للرقاقات في العالم). ولهذه الأسباب تفضل الولايات المتحدة نهج العصا والجزرة: الجزرة للاستثمار في تصنيع الرقائق في الولايات المتحدة، والعصا لأي شركة تقوم بالإنتاج في الصين.

الولايات المتحدة تتطلع إلى إقناع الشركات الآسيوية بإنشاء متاجر على أراضيها، فشركة تايوان لصناعة أشباه الموصلات تبني حالياً مصنعاً بقيمة 12 مليار دولار في ولاية أريزونا لصنع رقائق متطورة للغاية، وكذلك لدى شركة تايوان مصنعان لصناعة الرقائق في الصين، لكنهما ينتجان أشباه موصلات أقل تطوراً على عكس منشأة التصنيع في أريزونا.

وفي غضون ذلك، تقع تايوان في وسط التنافس بين الولايات المتحدة والصين. تايوان مهمة بالنسبة للاقتصاد العالمي لأن أي تعثر في صناعة الرقائق الإلكترونية ستكون تبعاته مدمرة.

* باحثة سعودية في الإعلام السياسي