تستمر احتفالات البحرين برعاية سامية لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، بمناسبة أعيادنا الوطنية، إحياءً لذكرى قيام الدولة البحرينية الحديثة في عهد المؤسس أحمد الفاتح كدولة عربية مسلمة عام 1783 ميلادية. وذكرى انضمامنا إلى الأمم المتحدة كدولة كاملة العضوية، وذكرى تولي الملك حمد مقاليد الحكم. وفي كلمة تاريخية بهذه المناسبة، أعرب مليك قلوبنا عن فرحته وفرحة شعب البحرين بكل ما حققناه معاً من إنجازات حضارية ووطنية يفخر بها المواطن البحريني.
والاحتفال بهذا اليوم في كل عام فرصة للتعبير عن اعتزازنا وفخرنا بقيادة جلالة الملك حمد بن عيسى الذي انتقل بالبحرين بمشروعه الإصلاحي إلى مصاف الدُول المتقدمة التي تحقق معدلات تنمية مرتفعة جداً، وفي صدارة الدول العربية في تصنيف التنمية البشرية.
الاحتفاء بكل إنجاز ومكسب هو بمثابة تحفيز للمزيد من التقدم والازدهار وأهمية المساهمة الإيجابية لتنفيذ مشاريع التطور والنهضة. والعالم يشهد بأن البحرين خطت خطوات متقدمة على صعيد الإصلاحات السياسية والديمقراطية وصون حقوق الإنسان.
ولا يمكن الاحتفال بإنجازاتنا دون أن نستذكر من تركوا في قلوبنا ذكرى جميلة لن ينساها كل مواطن مخلص لأرضه وبلاده. فتخليداً لذكرى وتضحيات كل من قدم حياته من أجل الوطن، تأتي المبادرة الكريمة لجلالة الملك حمد، بتخصيص السابع عشر من ديسمبر من كل عام ليكون يوماً للشهيد، بمثابة أكبر احتفاء وتكريم للشهداء الأبرار لما قدموه لوطننا وأمتنا من تضحيات وفداء.
ففي هذا اليوم نحتفي كشعب بالمكانة العالية التي يحتلها الشهداء في ضمير ووجدان القيادة والشعب، فتضحياتهم تجاه الوطن تعتبر منارة شرف وفخر لأهالي الشهداء كافة وكل مواطن مخلص لوطنه، ووساماً على صدور شهدائنا الطاهرة. أن تخصيص السابع عشر من ديسمبر كل عام يوماً للشهيد، يأتي وفاء وعرفاناً بتضحيات وعطاء شهداء الوطن وأبنائه البررة من منتسبي قوة دفاع البحرين، ووزارة الداخلية، والحرس الوطني الذين أدوا مهامهم وواجباتهم الوطنية، داخل الوطن وخارجه، في الميادين المدنية والعسكرية، بكل شرف وأمانة، ورحلوا عن عالمنا وهم باقون في قلوبنا وضمائرنا.
فحين نحتفل بيوم الشهيد، فإننا نؤكد، قيادةً وشعباً، أننا لن ننسى أبناءنا ممن قدموا حياتهم في ساحات العز والشرف دفاعاً عن أرضنا وأمتنا، فكل شهيد يُجسد ذاكرة وطنية خالدة لدى كل مواطن بحريني وخليجي يدرك ما قدمه أبناؤنا في ساحات المعارك من أجل أن ننعم نحن بنعمة الأمن والأمان.
إن شهداء البحرين والإمارات ومصر والسعودية الأبرار سيبقون مخلدين في ذاكرتنا. ولن ننسى تضحياتهم لأنهم جسدوا أسمى قيم الشجاعة، وكانوا فخراً لكل مواطن مخلص، ونبراساً مضيئاً لأجيال قادمة، ستستذكر دائماً ما بذلوه في سبيل إعلاء كلمة الحق. كل عام وبلداننا جميعاً تنعم بنعمة الأمن والأمان. ورحم الله جميع شهدائنا، وأسكنهم فسيح جناته مع الصديقين والشهداء والصالحين.
* إعلامية وكاتبة بحرينية