تستخدم نظرية الإوز الطائر في العلاقات الدولية لوصف انتشار موجة التصنيع بالقيادة اليابانية للبلدان الصناعية في آسيا، ووفق هذه النظرية، فإن الطريقة التي يطير بها الإوز في شكل حرف V وضعت لتفسير عملية التصنيع في آسيا والمسار الذي تسلكه بنسخ تجربة التنمية الصناعية اليابانية، ويقول دعاة هذه النظرية إن اليابان انتقلت من استيراد تكنولوجيا النسيج من إنجلترا قبل الحرب العالمية الأولى إلى تصنيع وتصدير السيارات ومنتجات التكنولوجيا العالية والمتعددة، ثم قامت الشركات اليابانية بالانتشار في تايوان وكوريا الجنوبية وسنغافورة وهونغ كونغ، مساعدة بذلك في تحقيق معجزتهم الاقتصادية، فشكَّلت ما يسمى البلدان الصناعية الجديدة أو نمور أو «تنينات» آسيان بقيادة ونموذج اليابان.
وهذه النظرية تنطبق على دولة الإمارات، حيث تقود الإمارات منظومة دولية نحو تحقيق التنمية المستدامة العالمية تحت قيادة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله. فالإمارات تعتبر نموذجاً وداعماً ومستثمراً في شؤون وتحقيق الاستدامة، حيث لها رؤية دولية في تسريع الانتقال نحو عالم أكثر استدامة من خلال العمل على تعزيز مكانة دولة الإمارات العربية المتحدة كرائد عالمي في قطاع التنمية المستدامة. فالتنمية المستدامة التي عرَّفتها بعثة الأمم المتحدة للتنمية والبيئة عام 1987، بأنها تلبية حاجات الحاضر من دون التأثير على قدرة تلبية متطلبات الأجيال المقبلة في المستقبل، وأصبح لـ «التنمية المستدامة» مجالات وتحديات عدة، من شؤون البيئة مثل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، ومسألة انقراض بعض الكائنات، وأثر العمران السلبي على البيئة، إلى جانب التخلص من النفايات بطرق سليمة مع وجود مصانع لإعادة التدوير الصناعية، علاوة على مسائل أخرى مهمة كوفرة المياه ومعالجة الصرف الصحي بأحدث الطرق، وأيضاً هناك تحديات في محاولة تنويع المصادر الاقتصادية مع مصادر الطاقة المستدامة، إلى جانب تكوين مجتمع يقوم على المعرفة، وتتعدد مجالات التنمية المستدامة وصولاً إلى التشريعيات مثل المساواة بين الجنسين وحفظ حقوق الملكية وفض المنازعات المختلفة.
ويأتي أسبوع أبوظبي للاستدامة 2023، كأول فعالية عالمية بارزة في هذا المجال بعد مؤتمر COP27، لتوحيد جهود العمل المناخي قبل مؤتمر COP28 الذي سينعقد بمدينة إكسبو في دبي. وتتركز فعاليات الأسبوع على تفعيل العمل المناخي ضمن ثلاثة مجالات هي، التعاون الدولي والقيادة، والتنمية الاقتصادية، والتكنولوجيا والابتكار، هادفةً إلى إيجاد الحلول الصديقة للبيئة، فالأسبوع يجمع رؤساء دول، وصناع القرار السياسي، وخبراء، ومستثمرين، ورواد أعمال وشباباً من مختلف أنحاء العالم. 
حقاً، الإمارات تقود منظومة دولية نحو التنمية المستدامة كدولة متطورة في شتى المجالات من خلال نموذجها في تحقيق التنمية المستدامة، وما اكتسبتهُ كفاعل دولي في مساعدة الدول على مواجهة الكوارث الطبيعية وتقديمها الدعم المتعدد نحو القضاء على الفقر والتخلف ودعم التنمية في مختلف الدول والمجتمعات، ناهيك عن رفع أهمية التعاون من أجل السلام بين الأمم كمبادرتها في الأخوة الإنسانية والتسامح، ووصلت جهود الإمارات في التنمية إلى تعزيز الاعتماد المتبادل في السياسة الخارجية بين الدول والأمم لتحقيق الأمن والتنمية المستدامة. 

* كاتب ومحلل سياسي