يستمر عطاء دولتنا الحبيبة في كل الميادين الاقتصادية والسياسية والتنمية المُستدامة لرفع آفاق تحقيق السعادة وجودة الحياة للشعب والمقيمين في دولة الإمارات العربية المتحدة. ومن أبرز عطاءات الدولة اهتمامها بالتنمية المستدامة للحفاظ على بيئة نظيفة وخالية من الملوثات، وهو اهتمام تتم ترجمته بخطوات عملية، وعبر مبادرات قابلة للتطبيق وينخرط فيها جميع أفراد المجتمع. وقد كان مؤسس هذا البلد الغالي المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، أول من اهتم بالتنمية المستدامة كإرث حقيقي تنطلق منه مسارات التطوير في المجالات كافة، حيث تجسدت رؤيته الثاقبة في تحقيقها لإبراز النجاح الاقتصادي، وذلك من خلال ترسيخ مفهوم الاستدامة والطاقة النظيفة، والتخطيط العمراني وفق أحدث معايير المدن المستدامة، وتطوير تقنيات التنقل ومواكبة حلول تنموية صديقة للبيئة. 
وقد ساهمت الدولة في العمل على تطوير مجالات الطاقة المتجددة من خلال تدشين أكبر محطة طاقة شمسية مُركزة على مستوى العالم، وتمت تسميتها بِـ «شمس1» وهي محطة تنتج الطاقة وتتخلص من النفايات. واهتمت الدولة بمبادرة «مصدر» وهي أول محرك للطاقة النظيفة في الإمارات العربية المتحدة، ولديها جهود عالمية في نشر الطاقة المتجددة بالتعاون مع الدول الصديقة. 

مدينة مصدر ركيزة للاستدامة، بجهود متواصلة منذ عام 2006، ونموذج ملهم ومحفّز على الابتكار والتطوير، أنجز خطوات غير مسبوقة على مستوى العالم، تحقق أولاً وأخيراً الغاية الكبرى من خلال التخطيط واستشراف الرؤى الاقتصادية في مسارات استراتيجية تتعلق بالاقتصاد والموارد الاجتماعية والموارد البشرية، والبنية التحتية والموارد البيئية.
التنمية المُستدامة محور رئيسي لهذا العام «2023»، وغاية استشرافية تنسجم مع مسيرة الإمارات التنموية، وتشكل امتداداً طبيعياً لنهضتها الشاملة، التي تواكب التوجهات العالمية في التنمية الإنسانية، بل تسبقها في بعض الأحيان.
العام الجاري يحمل مبادرات استثنائية، فالدولة تستضيف «كوب 28» في عام الاستدامة الذي أعلن عنه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان حفظه الله، وذلك تحت شعار ملهم: «اليوم للغد»، وفي الوقت نفسه أنجزت الدولة خطوات كبرى في قطاع الفضاء والذكاء الاصطناعي. 

فرصة كبرى في عام الاستدامة للتركيز على أهداف عديدة لدعم الاستراتيجيات الوطنية المُحققة، لبناء مستقبل أكثر ازدهاراً من خلال تعزيز التعاون الدولي الذي يتولى معالجة الاستدامة في الدولة للبحث عن حلول ابتكارية بجهود علمية تفوق الوصف، خاصة لمواجهة تحديات التغير المناخي، وفي الوقت نفسه الحفاظ على موارد مُستدامة لأجيالنا القادمة. واللافت أن «عام الاستدامة» تشرف على مبادراته كوادر قيادية وهذا إنْ دل، فإنه يدل على أنّ البيئة المُستدامة محور اهتمام القيادة الرشيدة بأبناء الوطن الغالي للحفاظ على بيئة نظيفة واقتصاد مزدهر ومُستدام.
* كاتبة إماراتية