لشهر رمضان نسمة روحانية لدى الشعب الإماراتي. وفي اليوم التاسع عشر من شهر رمضان، تحل ذكرى رحيل المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، فمنذ عام 2012 تحتفي الإمارات في هذا اليوم، بذكرى الشيخ زايد ودوره الإنساني، من خلال «يوم زايد للعمل الإنساني»، الذي أصبح مناسبة سنوية للاحتفاء بسيرة زايد الخير.

عطاء زايد كان واضحاً وملموساً، فقد كان زايد الخير مِعطاءً رائداً في المشروعات الخيرية، وله بصمات إنسانية تُلهم العالم. نهج إنساني يتواصل في دولة الإمارات العربية المتحدة إلى يومنا هذا من خلال مؤسسات وهيئات متنوعة: تأسيس «صندوق أبوظبي للتنمية» في عام 1971 وهو الصندوق الذي يُقدم إسهامات خيرية ومشروعات تنموية للشعوب كافة. وأيضاً، إنشاء «مؤسسة زايد للأعمال الخيرية الإنسانية» في عام 1992، و«الهلال الأحمر الإماراتي»، المؤسسة التي تقدم عطاءات كثيرة تزخر بأعمال المشروعات الإسكانية والتعمير وبناء المستشفيات والمدارس والهيئات الثقافية والمجتمعية والتعليمية، وكذلك استصلاح الأراضي والمياه في مختلف دول العالم، مثل باكستان وبنجلاديش وأفغانستان والسودان، وغيرها.

زايد الخير كان رجلاً خيّراً وجهوده الإنسانية يشهد لها العالم بأسره، وتقديراً لتلك المسيرة العَطِرة حصل على العديد من الجوائز التقديرية والأوسمة على الصعيد العالمي كوسام الوثيقة الذهبية من المنظمة الدولية للأجانب في جنيف كأهم شخصية في عام 1985.

وإلى يومنا هذا، نجد إرث زايد الخير متوارثاً في قيادتنا الرشيدة وفي أبناء شعبه، والأيادي البيضاء لزايد الخير باقية في القلب ومحفورة في وجدان أبناء الوطن الغالي، وينعكس ذلك من خلال أجواء التعايش والسِلم والتسامح التي يعيشها أبناء الوطن على هذه الأرض الطيبة. ومرئياً نجد قيمة التطوع الإنساني تنبثق من فِكر شبابنا ألا وهُم قوتنا الناعمة اليوم كممثلي لمؤسسات الدولة أو لأنفسهم، في توزيع الوجبات الغذائية على العمال والأسر المتعففة لشرائح كبيرة من الناس داخل الدولة أو خارجها.

كما نرى العديد من المؤسسات والهيئات الحكومية والخاصة تلبي إغاثات الدول التي يجتاح سكانها الجوع في مناطق كثيرة. وأخيراً، الوعي المجتمعي في دولة الإمارات العربية المتحدة ينبع من رؤية زايد الثاقبة، وتتجلى في العطاء والتسامح في يوم زايد للعمل الإنساني... نسأل الله دوام الازدهار والنماء للإمارات دار العطاء والسخاء والجود.

* كاتبة إماراتية