تعد «جائزة زايد للأخوة الإنسانية» واحدة من العلامات الكبرى على الدور الحيوي الذي تقوم به دولة الإمارات على صعيد تكريس قيم التعايش المشترك والتآخي الإنساني وتعزيز التعاون الدولي، ونبذ كل صور العنف والصراع بين الدول والأمم والشعوب. 
وقد أُطلِقت هذه الجائزة، التي تتضمن جائزة مالية قدرها مليون دولار أميركي، عام 2019 بمناسبة اللقاء التاريخي بين قداسة البابا فرنسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكية، وفضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، في أبوظبي، حيث وقَّع الرمزان الكبيران معاً وثيقةَ الأخوّة الإنسانية التاريخية. وقد نجحت الجائزة عاماً بعد عام في التأكيد على مدى اهتمام دولة الإمارات بالأخوة الإنسانية، بصرف النظر عن الدين أو الجنس أو العرق.
وقد تم فتح باب الترشيحات لـ«جائزة زايد للأخوة الإنسانية 2024» في الأول من يونيو الجاري، ويستمر حتى الأول من أكتوبر 2023، ومن المقرر أن يقام حفل الجائزة في الرابع من فبراير 2024 وهو اليوم الدولي للأخوة الإنسانية الذي اعتمدته الأمم المتحدة، والذي يتزامن أيضاً مع الذكرى السنوية لتوقيع قداسة البابا فرنسيس وفضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر، الدكتور أحمد الطيب، وثيقةَ الأخوة الإنسانية التاريخية.
وتعكس هذه الجائزة، التي تحمل اسم المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، إرثَه الأخلاقي رحمه الله، وحبَّه للخير، وإيمانه بأهمية قيم التسامح والتعايش السلمي. وتحتفي الجائزةُ بالإسهامات الجليلة لتسهيل التعايش السلمي والتقدم الإنساني، وهي تكرّم الأفراد والكيانات من جميع الخلفيات ممّن يسعون بتفانٍ وبلا كللٍ أو مللٍ إلى تعزيز قيم التضامن والنزاهة والإنصاف والتفاؤل، وتُقدِّم إسهاماتٍ جليلة نحو إرساء التعايش السلمي. 
وفي الواقع، فإنه وإضافة إلى «جائزة زايد للأخوة الإنسانية» ثمّة الكثير من الجهود والمؤسسات التي تعمل بمقتضاها دولة الإمارات من أجل ترسيخ قيم التعايش السلمي، ومن ذلك «منتدى أبوظبي للسِّلم»، الذي تأسس عام 2014، وسوف يعقد ملتقاه العاشر في العاصمة أبوظبي خلال شهر ديسمبر المقبل، ويوفر المنتدى فَضاءً للعلماء لنشر رسالة السِّلم والتعاون على الخير، من خلال اعتماد المنهجية العلمية الصحيحة. وكأنموذج للتسامح، وتكريساً لثقافة التعايش الثقافي والإنساني، تم تأسيس «بيت العائلة الإبراهيمية»، الذي افتُتح رسمياً في فبراير الماضي، ليكون رمزاً للسلام بين مختلف الديانات.
لا تدخّر دولة الإمارات جهداً لدعم قِيَم التعاون والتعايش السلمي بين مختلف الدول والأمم والشعوب، وقد بذلت الكثير من الجهود في هذا السياق، حتى باتت رمزاً لترسيخ مبادئ السلام والاستقرار على الصعيدين الإقليمي والدولي. وتمثل جائزة «زايد للأخوة الإنسانية» خطوة دافعة للعالم إلى مزيد من التعايش والأخوة والسلام، وهي تعكس القيم النبيلة الموجودة في المجتمع الإماراتي. 

عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية