في يوم الثلاثاء، نشر هايدت مقالاً في مجلة «أتلانتك» بعنوان «أخرجوا الهواتف من المدارس الآن». إذا لم تكن قد اتخذت قرارك بشأن مدى صواب قرار السماح للشباب والطلاب بأخذ هواتفهم الذكية إلى المدرسة، فمن المحتمل أن تنقلك حجة هايدت الحذرة والموثقة جيداً إلى معسكر «عدم السماح بحيازة هذه الهواتف في المدرسة».
ربما يكون بعض الآباء على قناعة باتخاذ خطوة أكبر والتعامل ببساطة مع حصول الأطفال على الهواتف الذكية مثل الحصول على مفاتيح السيارة: عندما تبلغ من العمر ما يكفي للقيادة، فأنت كبير بما يكفي لامتلاك هاتف ذكي.
مع مقارنة الوقت الحالي بالوقت قبل أربع سنوات مضت، كتب هايدت: «إن الحجة لجعل المدارس خالية من الهواتف هي أقوى بكثير الآن». فقد أصبحت الأدلة مؤخراً واضحة على أن الهواتف تشوش عقول الشباب، وأن هناك علاقة سببية بين استخدامها وتزايد مشكلات الصحة العقلية بين الشباب. (كما لو أن هذا لم يكن كافياً لجعلك ترغب في انتزاع هواتف الأطفال بعيداً عنهم، نشرت صحيفة وول ستريت جورنال يوم الأربعاء مقالاً مرعباً بعنوان «انستجرام تتصل بشبكة واسعة من المتحرشين بالأطفال»).
يلخص «هايدت» النتائج التي توصل إليها بإيجاز: «إذاً فقد حان الوقت لكي يتساءل الآباء والمعلمين: هل يجب أن نجعل اليوم المدرسي خالياً من الهواتف؟ هل سيقلل ذلك من معدلات الاكتئاب والقلق وإيذاء الذات؟ هل سيؤدي ذلك إلى تحسين النتائج التعليمية؟ أعتقد أن الإجابة عن كل هذه الأسئلة هي نعم».
لا تكفي القواعد المدرسية الشائعة ولكن الضعيفة بشأن عدم استخدام الهواتف أثناء الفصل (ويتم تجاهلها على أي حال). يتحدث هايدت عن منع الطلاب من حيازة الهاتف فعلياً في المدرسة في أي مكان وفي أي وقت. وهو يقول إنه يجب إغلاق الهواتف بشكل أساسي في الصباح وإعادتها في نهاية اليوم الدراسي.
وجدت إحدى الدراسات التي استشهد بها «هايدت» أن درجات اختبار الطلاب تنخفض كلما اقتربوا من الهاتف، حتى لو لم يكن قيد الاستخدام. فإمكانية الإلهاء بحد ذاتها تشتت الانتباه.
ويخلص إلى أن «جميع الأطفال يستحقون مدارس تساعدهم على التعلم، وتكوين صداقات عميقة، وتنمية مهاراتهم ليصبحوا شباباً يتمتعون بصحة نفسية». ويضيف: «جميع الأطفال يستحقون مدارس خالية من الهاتف».
فهل ستتخذ المدارس ومجالس إدارة المدارس وأولياء الأمور إجراءات في هذا الشأن؟ إذا لم يفعلوا ذلك، فهل ينبغي على المجالس التشريعية للولايات القيام بذلك؟ وماذا عن وزارة التعليم، بمواردها الهائلة، والتي يمكن أن تكون مخصصاتها مشروطة بالامتثال للوائح المعتمدة من خلال وضع قواعد الإشعار والتعليق؟
يجب أن يكون المسؤولون داخل المؤسسة التعليمية مستعدين ليس فقط للقيام بشيء ذي أهمية حاسمة للطلاب، ولكن أيضاً لمواجهة هذا الضغط الذي لا مفر منه. سيأتي الضغط من الطلاب بالطبع، ولكن أيضاً من الآباء الذين يحبون الراحة والشعور الزائف بالأمان الذي يوفره تزويد أطفالهم بالهواتف.
إذا كانت القدرة على البقاء على اتصال مع الأطفال أثناء النهار أمراً ضرورياً، كما يقول «هايدت»، فيجب على الآباء – وخاصة هؤلاء الذين لديهم أطفال أصغر سناً - تزويدهم بهواتف قابلة للطي، أي هواتف عادية وليست ذكية، والتي تفي بالغرض منها، وهو إجراء وتلقي المكالمات، وليس التصفح عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
يكاد يكون من المؤكد أيضاً أن يكون هناك نوع من الضغط من قبل مصنعي الهواتف ضد حظر الهواتف الذكية في المدارس، فمن المؤكد أن الحظر سيثير تساؤلات حول الأضرار الخفية التي ألحقتها الهواتف الذكية بجيل من الأطفال.
إذا كانت هذه الهواتف تشكل خطراً على صحة الطلاب ورفاهيتهم، كما يقول هايدت، وإذا علمت الشركات المصنعة- وشركات التواصل الاجتماعي التي نمت بسببها- بالمخاطر ولم تتحرك لوقفها أو على الأقل التحذير منها... حسناً، قد يكون العودة للاطلاع على تاريخ التقاضي بشأن السجائر والمواد الأفيونية مفيداً.

كان إغلاق المدارس أثناء الوباء خطأ فادحاً ومكلفاً يجب على الأمة ألا تكرره، خاصة مع عدم وجود دليل محدد على أن الفيروس يمثل خطراً رهيباً على الأطفال. لكن الدليل على كيف تضر الهواتف الذكية بعقول الشباب وتقوض التعليم موجود هنا بالفعل. يجب انتزاع الهواتف من المدارس الآن.

ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست لايسينج آند سينديكيشن»