فرحة العيد تعم الإمارات المِعطاءة، محتوية كافة الثقافات المتواجدة على أرضها، ضمن تنوع يؤكد ما تتمتع به من عطاء، وما يتسم به مجتمعها من ثراء ثقافي. الأعياد والمناسبات تؤكد دوماً على أن الإمارات وطنَ المحبة والوئام. وما يميّز العيد في الإمارات العربية المتحدة هي اتباع شعبها لعادات وتقاليد البلد الأصيلة والتمسك بموروثها التراثي الزاخر بالسنّع والأصالة، التي يراها الجميع في الأهازيج الشعبية الممتدة في ثقافتنا منذ قديم الزمان وحتى يومنا هذا. عيد الأضحى وهو ثاني أعيادنا من بعد عيد الفطر المبارك.

يحل علينا عيد الأضحى، بما يحمله من معان كبرى تتمثل في فريضة الحج وروحانيتها التي تلامس قلوب المسلمين، وتتضمن أبعاداً إنسانية عظيمة، وهو فرصة ومناسبة سنوية تقدم دروساً للبشرية، وتحث المسلمين والبشرية جمعاء على الخير والعطاء والتضحية والتكافل. أجواء إيمانية مع تكبيرات الحجيج، ومع الدلالات الإنسانية التي تتضمنها فريضة الحج من تجرد وزهد ومساواة بين البشر، إضافة إلى القيم النبيلة التي تحملها الفريضة من صبر وثقة في قدرة الله ورحمته لعباده.

جهود كبرى تبذلها الجهات الرسمية للتسهيل على الحجاج وتيسير الفريضة عليهم منذ أن تم الإعلان عن التسجيل لمراسم الحج، حيث أعلنت الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف عن عدد المواطنين والمواطنات الذين سيؤدون فريضة الحج والبالغ عددهم 28.755، وكانت فترة التسجيل من 13 فبراير وحتى 13 مارس 2023 على التطبيق الخاص بالهيئة، حيث وجهت القيادة الرشيدة بتوفير سبل الراحة كافة لهم لأداء المناسك براحة وطمأنينة، فقد تمت منذ تلك اللحظة الاستعداد لمراسم الحج، ومتابعة شؤون الحجيج من أجل توفير كل ما يحتاجونه من رعاية، من خلال «مكتب شؤون الحجاج» الذي يتابع لحظة بلحظة، خطط وآليات تسكينهم في المشاعر المقدسة، وحركتهم وتفويجهم عبر وسائل النقل المختلفة منذ توجههم إلى أداء المناسك وإلى عودتهم إلى الدولة. جمالية العيد في الإمارات تكمن في إبداع الروحانية حين نجد أنّ قيادتنا الرشيدة من الإمارات السبع هم أول من يتقدم لتأدية صلاة العيد، ما يؤكد أن قادتنا هم منبع الإلهام لشعب الإمارات.

ومن ناحية أخرى نجد أنفسنا نستلهم شعور السعادة من حجاج بيت الله الحرام، خاصة عدما يبدؤون في مناسك الحج وحتى يستكملون الفريضة. عيد مبارك على الإمارات وقادتها وأهلها... عيد مبارك لكل فردٍ يشاركنا فرحة العيد على أرض وطننا الغالي.

*كاتبة إماراتية