تشهد الإمارات العربية المتحدة إنجازات حافلة بكل سواعدها من القوة الناعمة لتحقيق جودة الحياة للمواطن والمقيم على أرض هذا الوطن.

ونجد  استضافة «كوب 28 » في صدارة الأهداف التي يسمو بها البلد، وكذلك عودة المواطن سلطان النيادي من الفضاء إلى الأرض وهي العودة التي أبهرت شعب الإمارات والتي أيضاً أكدت منطق اللا مستحيل ليثبت لنا النيادي بأنّ الحلم والأمنية تتحول إلى حقيقة وواقع في دولة الإمارات العربية المتحدة.

لا شك أنّ التصدي للتغير المناخي والاستعداد لتداعياته والتكيف مع مستجداته، بات ركيزة أساسية لحماية التنمية في الأوطان وضمان الحفاظ على الموارد من خلال بيئة نظيفة، وتفعيل سياسات الاستدامة جليّة، وهذا ما دأبت الدولة على تطبيقه منذ تأسيسها وإلى «مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ» COP28، التي تستضيفها الدولة في مدينة إكسبو دبي خلال الفترة من 30 نوفمبر ولغاية تاريخ 12 ديسمبر 2023. لدى قيادتنا الرشيدة رؤية ثاقبة تتمحور حول كيفية تحقيق الاستدامة للشعب وتقديم كل سبل الدعم والتحفيز للنهوض بالتنمية الوطنية، وتقديم المبادرات المؤسسية؛ وهذا ما أعلنت عنه هيئة البيئة بأبوظبي حول مبادرة «غرس الإمارات» لزراعة أشجار القرم التي تعادل تقريباً عشر شجيرات.

ولا ضير في إثبات نجاح المبادرة قبل حلولها في أن تأتي بالتزامن مع عام الاستدامة وتتضمن أساليب حديثة ومبتكرة في زرع القرم على المناطق الساحلية مثل مدينة المرفأ وجزيرة جبيل وكذلك محمية مروّح البحرية، وهي أول محمية محيط حيوي في الإمارات العربية المتحدة، وهي موطن لأكثر من 60% من أبقار البحر (الأطوم) في مياه الدولة، بحيث تتم عملية الزراعة عن طريق استخدام طائرات من دون طيار.

لابد أن نُشير بأنّ جهود الكوادر الوطنية تعمل على قدمٍ وساق في إبراز الهوية الوطنيّة لتعزيز العمل كفريق متكامل إزاء قضايا الاستدامة البيئية، كما تعمل الكوادر الإماراتية في مجالات متنوعة ومُثرية لتسريع وتيرة استدامة البيئة وما يتعلق بالطاقة النظيفة، كما تعمل جاهدة لمعالجة قضايا التغييرات المناخية.

استضافة الإمارات لــِ COP28 وهو المؤتمر الدولي الذي يُعنى بالمناخ ويهدف إلى تعزيز عجلة الاستدامة تعدّ عاملاً أساسياً من عوامل نشر الوعي المعرفي والاقتصادي للشعوب بمشاركة قادة ورؤساء ووزراء على مستوى العالم، وهذا إن دل فإنه يدل على النجاح والتألق الريادي لدولة الإمارات العربية المتحدة. على صعيد آخر عاد رائد الفضاء الإماراتي سلطان النيادي إلى أرض الوطن بعد مشاركته في مهمة استغرقت 6 شهور على متن المحطة الفضائية الدولية.

واحتفت الإمارات بعودته سالماً وهذا ما يدل على أنّ الإمارات عانقت السحاب لأكثر من مرة بعد إنجاز «مسبار الأمل» وبعد عودة «هزاع المنصوري» من المريخ في أول مهمة فضائية، وختاماً بأول مهمة طويلة الأمد لرواد الفضاء التي تُعتبر ثاني مهمة فضائية إماراتية لبرنامج «الإمارات لرواد الفضاء».

وفي عالم الأرقام، يُمكننا أن نجزم اليوم بكل مفخرة واقتدار بأنّ سلطان النيادي هو أول رائد فضاء عربي اجتاز المهمة الطويلة «السير في الفضاء»، خارج محطة الفضاء الدولية، واستطاع النيادي أن يرصد نتائج واستنتاجات علمية من خلال تجربته الفريدة من نوعها، وها هو الآن نموذج يُحتذى به لفئة الشباب الإماراتي الواعد.

وعلى هذا النحو الفضائي، لابد أن نذكر بأنّ الدولة أطلقت «الاستراتيجية الوطنية للفضاء» كخطة للعمل على مجال صناعة الفضاء بشتى أركانه وتطبيقاته والذي يعمل بشكل استراتيجي مُتقن في تعزيز صناعة الفضاء منذ رؤية الإمارات 2021 ولغاية مئوية الإمارات 2071. وعلى المدى الأبعد بخمس سنوات، فإنّ مهمة الإمارات لاستكشاف الزهرة وحزام الكويكبات 2028 التي أعلنت عنها الدولة مشروع قيّم يُحقق جانباً من طموح الإمارات في مجال الفضاء.

وهذه المهمة الجديدة تعتمد على خطة بناء مركبة فضائية تتخطى برحلتها الـ 3.6 مليار كيلومتر لتصل من الأرض إلى كوكب الزهرة وسبع كويكبات تحويها المجموعة الشمسية لمدة الخمسة أعوام على التوالي، ثم ستسجل الإنزال التاريخي الأمثل عند نهاية الرحلة.

وتهدف هذه المهمة إلى ترسيخ مفهوم التقدّم والازدهار من خلال تحقيق النتائج المرجوة في تعزيز مكانة العلم بما يصب في تفعيل دور القوة الناعمة لدولة الإمارات العربية المتحدة. هنيئاً للوطن هذه الإنجازات الفضائية القيّمة، وإلى الأمام دائماً يا دار زايد!

*كاتبة إماراتية.