عددٌ من المهاجرين وطالبي اللجوء، بعضهم وصل للتو، وقد أرهقته الرحلة عبر أدغال أميركا اللاتينية، وبعضهم وصل قبل فترة لكنه تعرَّض للإرهاق بسبب الحجز أو العجز عن تسوية أوضاعه القانونية والحصول على عمل لإعالة نفسه! لقد اصطفُّوا في هذا الطابور بغيةَ الحصول على علاج طبي داخل مركز صغير ومؤقت للرعاية الصحية تمت إقامته منذ أشهر أمام فندق روزفلت في نيويورك، لتقديم العلاجات الأولية لنزلاء مراكز الإيواء في هذا الجزء من المدينة. وكان حاكم نيويورك، «الديمقراطي» إريك آدامز، قد حذَّر مراراً من أن المدينة لم تعد قادرة على استيعاب المزيد من المهاجرين الذين يحتاجون المأوى وتقديم الطعام والدواء، إذ اضطرت إلى استخدام المدارس والحدائق العامة وبعض الفنادق والمقار الحكومية كمراكز إيواء، لكنها الآن استنفدت كلَّ إمكانياتها في التعامل مع موجات المهاجرين القادمين عبر الحدود مع المكسيك. وقد تحول ملف المهاجرين إلى موضوع مركزي في المناكفات السياسية بين الحزبين «الديمقراطي» و«الجمهوري»، حيث دأب الحكام «الجمهوريون» في الولايات الحدودية على تنظيم رحلات جماعية للمهاجرين القادمين حديثاً نحو مدينة نيويورك، بهدف إحراج سلطاتها «الديمقراطية»، وإظهار إدارة بايدن أمام الرأي العام الأميركي بمظهر المتساهل مع «خطر الهجرة»! وأياً يكن الأمر، فما يطلبه هؤلاء المصطفُّون، وقد بدت عليهم علامات التعب والإعياء، هو الحصول على علاج فوري! (الصورة من خدمة «نيويورك تايمز»)