القاهرة (الاتحاد)

63 في المائة من السكان الحاليين في المناطق الحضرية، ومن المتوقع أن تنمو هذه النسبة إلى 73 في المائة بحلول عام 2050. .

في إطار جهود منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) في المنطقة لتشجيع تبادل المعرفة والخبرات بين أصحاب المصلحة وتعزيز السياسات والإجراءات الفعالة لبناء نظم أغذية زراعية مستدامة وشاملة ومرنة في المدن، عقدت المنظمة فعالية إقليمية أمس الأربعاء، لمدة يومين، بعنوان: «إشراك المدن في تحويل النظم الغذائية الزراعية المستدامة والشاملة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا».

آثار التحضر السريع

على غرار الاتجاه العالمي، تشهد منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا توسعاً حضرياً سريعاً، حيث من المتوقع أن يعيش أكثر من 450 مليون شخص في بلدات ومدن بحلول عام 2050.

ومن بين أمور أخرى، يؤدي تزايد أعداد سكان المناطق الحضرية إلى تغييرات تدريجية في الأنماط الغذائية مع ميل إلى استهلاك المزيد من الأغذية الغنية بالطاقة والأغذية المصنعة، وإلى تعقيدات في الروابط بين سلاسل التوريد والأسواق، وانخفاض في إنتاج الغذاء في المناطق الريفية، وهو ما قد يؤثر بشكل كبير على توافر الغذاء وأسعاره، وبالتالي على الأمن الغذائي والتغذية في المنطقة.

وإدراكاً لهذه التغييرات، يجب أن تتكيف الأساليب التقليدية لتطوير سياسات واستراتيجيات النظم الغذائية الزراعية لكي تكون قادرة على معالجة التعقيدات عبر السياقات الحضرية والريفية. وقد كانت هذه هي الرسالة الرئيسية للفعالية الإقليمية التي نظمتها «الفاو»، والتي هدفت إلى تعزيز دور المدن والحكومات المحلية، وتسليط الضوء على التحديات الأكثر إلحاحاً التي تواجهها المدن في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في تحقيق الأمن الغذائي والتغذية وتوفير أنماط غذائية صحية من نظم الأغذية الزراعية المستدامة.

  • «الفاو» تدعو لتحول مستدام في نظم الأغذية الزراعية الحضرية بالمنطقة
    عبدالحكيم الواعر أثناء الفعالية. (الصورة من المصدر)

 

وقال عبد الحكيم الواعر، المدير العام المساعد لمنظمة الأغذية والزراعة والممثل الإقليمي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا: «التحضر يتزايد في منطقتنا، حيث يعيش حوالي 63 في المائة من السكان الحاليين في المناطق الحضرية، ومن المتوقع أن تنمو هذه النسبة إلى 73 في المائة بحلول عام 2050. هذا الاتجاه المتزايد يمكن أن يؤدي إلى زيادة الفقر وعدم المساواة وانعدام الأمن الغذائي وجميع أشكال سوء التغذية».

إشراك المدن

 

اليوم، تعد المدن مراكز الاستهلاك في منطقة الشرق الأدنى وشمال أفريقيا، لكن قدرة البلدان على الاستجابة بشكل مستدام للطلب المتزايد على الغذاء في المناطق الحضرية تتأثر بندرة الموارد الطبيعية وتغير المناخ والنزاعات.

ويعيش 37% من سكان المنطقة بالفعل في مناطق حضرية كبيرة، ويعيش أكثر من 50% في مدن وبلدات حضرية وريفية أصغر حجماً، والتي تتلقى عادة استثمارات أقل في البنية التحتية واهتماماً أقل بكثير من السياسات والبحوث.

وقال الواعر: «في هذا السياق، من المهم أن ندرك التحديات المشتركة والمتنوعة التي تواجهها المدن في المنطقة. تتمتع المدن الصغيرة والمتوسطة بإمكانات هائلة لتوفير فرص العمل وتوليد الدخل للشباب والنساء والمساهمة في التغذية والأمن الغذائي. وهذا يعني أنه بالإضافة إلى الحكومات الوطنية، يمكن للحكومات والسلطات المحلية أن تلعب دوراً رئيسياً في تصميم وتنفيذ السياسات التي تعكس احتياجات وأولويات المواطنين بشكل أفضل».

مبادرات «الفاو»

تعطي منظمة الأغذية والزراعة الأولوية بشكل متزايد للنظم الغذائية الحضرية من خلال دعم المؤسسات المحلية والوطنية لدمج النظم الغذائية في سياساتها وتخطيطها وإجراءاتها في المدن الصغيرة والمتوسطة والكبيرة، وخاصة في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل. ولدى «الفاو» خطة العمل للغذاء في المناطق الحضرية، وهي مبادرة رئيسية للنهوض بالتنمية المستدامة والأمن الغذائي والتغذية في المناطق الحضرية وشبه الحضرية والمناطق الريفية المجاورة. وهي تتألف من مجموعة واسعة من السياسات والبرامج والمبادرات التي يتم وضعها وتنفيذها بالشراكة مع أصحاب المصلحة المتعددين، المجتمع المدني والأوساط الأكاديمية، ووكالات الأمم المتحدة والوكالات الدولية، والشبكات المعنية بالمدن والأجهزة والكيانات العامة والخاصة المعنية.

تلتزم «الفاو» بضمان تحقيق نتائج قمة الأمم المتحدة للنظم الغذائية لعام 2021، والتي شهدت إنشاء تحالف من أجل النظم الغذائية الحضرية المستدامة والشاملة المصممة لدعم تحويل النظم الغذائية الحضرية. تعزيز الشراكات شكلت الفعالية الإقليمية خطوة مهمة نحو تطوير رؤية مشتركة وتعزيز الشراكات من أجل النظم الغذائية الحضرية المستدامة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. ودعا المشاركون في الفعالية إلى المشاركة النشطة وإشراك أصحاب المصلحة في سد الفجوة بين المستويات المتعددة لإدارة نظم الأغذية الزراعية في البلدان.

ومن خلال الاستفادة من قوة التعلم بين الأقران وتبادل الخبرات، سهّلت هذه الفعالية تبادل أفضل الممارسات بين مدن المنطقة وبلديات مختارة في شمال العالم لإظهار الحالات الناجحة للعمل الغذائي الحضري المستدام. وأدت المناقشات التي جرت خلال الفعالية إلى زيادة فهم السلطات الوطنية وسلطات المدن لقدرات «الفاو» وشركاء الأمم المتحدة والتحالف العالمي المعني بالنظم الغذائية الحضرية، فيما يتعلق بدعم المدن في رحلتها نحو تعميم النظم الغذائية في تدخلاتها وسياساتها وخططها. وفي نهاية الفعالية، سيتم تشارك النتائج والمسارات والإجراءات الرئيسية بين المشاركين لوضع خريطة طريق نحو أنظمة غذائية حضرية مستدامة، وسيتم فخص التوصيات المتعلقة بتوسيع نطاق آليات الشراكة ونقاط العمل من قبل جميع المشاركين.