من جديد تؤكد قيادة الإمارات أن مواطنيها هم الأساس في صناعة المستقبل. وهي حين تجعل طموحاتها واقعاً، فإنها تبث في نفوس أبنائها روح التفاؤل كما اعتادوا. وكثيرة هي الإنجازات التي شهدوها وفي مختلف المجالات، لكنهم سيشهدون خلال المرحلة القادمة محطات (أكثر إشراقاً وأملاً ورخاءً) مما سبقها، ليكون العام 2024 الأجمل والأعظم في تاريخ الإمارات.
هذا بعض مما تعمل الحكومة على تنفيذه، ضمن إطار خطة عمل تركز على تنفيذ الأولويات الوطنية، بما ينسجم مع رؤى وتوجيهات قيادة الدولة التي وجهت كافة الجهات الاتحادية بالعمل على مبادرات ومشاريع حكومية تخدم الأولويات الوطنية.
الوعود التي تلتزم بها الحكومة لم تأت من فراغ، ذلك إنها تلت الإنجازات المهمة التي حققتها الدولة خلال العام الماضي والأعوام التي سبقته. ومما اعتمده مجلس الوزراء مؤخراً 60 سياسة واستراتيجية وطنية، و62 اتفاقية دولية تستهدف الارتقاء بمنظومة العمل الحكومي للمضي في مسيرة التنمية الشاملة التي تشهدها الدولة. ومن بين تلك السياسات والاستراتيجيات، أجندة الإمارات للاقتصاد الدائري 2031، ميثاق حكومات الحياد المناخي 2050، الأجندة الوطنية لتنمية قطاع إعادة التصدير في الدولة 2030، إطلاق جائزة الإمارات للريادة في سوق العمل، ونموذج تشغيل المدارس الحكومية - مدارس أجيال - ورفع كفاءتها.
الأمر الآخر الذي يمكن ضمه إلى ما سبق، اعتماد مجلس الوزراء خطة ميزانية السنوات 2024-2026، والتي تقدر بمبلغ 192 مليار درهم، واعتماد الميزانية العامة للاتحاد للعام 2024 بإيرادات وقدرها 65 ملياراً و728 مليون درهم، وبنسبة نمو قدرها 3.3% مقارنة بالسنة المالية 2023، ومصروفات قدرها 64 ملياراً و60 مليون درهم، ونسبة نمو قدرها 1.6% مقارنة بالسنة المالية 2023. ولا شك أن كل ذلك يعزز الجهود المتسارعة لتحقيق هدف الإمارات لتكون الأفضل في العالم والأكثر تقدماً في مئوية 2071.
إن ما تم تخطيطه للعام الحالي 2024 ينسجم ويتماهى مع ما تم إنجازه خلال العام الماضي، حيث تم تعزيز التجربة الانتخابية البرلمانية في أكتوبر، لتصبح محطة تاريخية مهمة ضمن مسيرة التمكين السياسي في الإمارات. وفي تلك الدورة - وهي الخامسة على صعيد الانتخابات - ارتفع عدد أعضاء الهيئات الانتخابية إلى ما نسبته 18.1% مقارنة مع قوائم الهيئات الانتخابية للعام 2019، كما حظيت المرأة بحضور مميز في القوائم الانتخابية للعام بنسبة تصل إلى 51% مقابل نسبة الذكور التي بلغت 49%. أما في ملف التوطين ووفق برنامج «نافس»، وإجمالي عدد المواطنين العاملين في القطاع الخاص بلغ حوالي 92 ألف مواطن. أما في المجال الاقتصادي، فقد حقق الناتج المحلي الإجمالي غير النفطي نمواً بمعدل 5.9% خلال الشهور التسعة الأولى من 2023، وجاءت الإمارات في المركز الأول عالمياً في أكثر من 215 مؤشراً تنموياً واقتصادياً وبشرياً في التقارير الدولية، وحصدت المركز الأول في مؤشر تنافسية الاقتصادات العربية الصادر عن صندوق النقد الدولي.
ومن إنجازات العام 2023 أيضاً، عودة رائد الفضاء سلطان النيادي إلى الأرض بعد أول مهمة عربية استمرت ستة شهور على متن محطة الفضاء الدولية، شارك خلالها في إجراء أكثر من 200 تجربة علمية. وبينما يواصل مسبار الأمل الإماراتي مهمته الفضائية لاستكشاف كواكب أخرى بعد وصوله الكوكب الأحمر في فبراير 2021، تواصل الإمارات عملها اللافت في محطات براكة للطاقة النووية، المفاعل السلمي الأول عربياً.
كل ما أشرت إليه هنا هو بعض الإنجازات التي حققتها الإمارات فعلياً، وبعض الطموحات التي رسمتها الحكومة للمرحلة المقبلة، وجميعها تبرهن على قوة الإرادة ووضوح الرؤية لدى القيادة التي لا ترتضي لنفسها ولشعبها إلا الأفضل.